✍ آمنة السيدح : تنظير ؛ نصف الكوب

ما ساكتبه اليوم ليس جديدا بل كتبته من قبل في هذه المساحة، عندما زار رئيس مجلس الوزراء د. كامل إدريس مصر وعقد حينها موتمرا صحافيا شاملا، وكان من المفترض أن يكون في السودان لأنه أول مؤتمر صحافي لحكومة الأمل، وكانت الأسئلة مشكلة في حد ذاتها، وقد دار لقط كثير حوله، وكتبت حينها أن د. كامل يحتاج لمستشاريين إعلاميين حتى لا تحدث له مشاكل بسبب الإعلام، وعندما تم نعين الزميل محمد محمد خير إستبشرنا خيرا، وقلنا أن ما حدث يضرب عصفورين بحجر، العصفور الأول إعلام مجلس الوزراء، والثاني الصحافة والإعلام، فقد أصبح أحد أبنائها مستشارا، والسؤال المهم أتراه يستشار؟!.
وبعد أن اطلعت على ما كتبه الزميل عزمي عبدالرازق وجدت (بوست) للزميل عبدالماجد عبدالحميد، وهو يعلق على ما كتبه عزمي بحوار دار بينه وبين أحد العاملين في مكتب رئيس الوزراء، ونصحه بأن يعلن عن تحركات وسفريات رئيس الوزراء، لأنه رجل غير عادي وتحركاته يجب أن يعلن عنها، ولكن سبق السيف العذل. وكتب عزمي، إنتهى تعليق الأستاذ عبدالماجد.
وبغض النظر عن ماكتبه الأستاذ عزمي، فيبدو أن المشكلة بدأت من مكتب رئيس الوزراء، وإنتهت هناك، لماذا؟! لأن رئيس الوزراء في ظل العوالم المفتوحة سافر بدون علم الجميع، ولم يصدر حتى خبرا برتكوليا عاديا يُعلن فيه سفر الرجل الأول في الحكومة المدنية، خاصة أن ما فاته في هذه الفترة أحداث مهمة تتطلب وجوده، أما الخطأ الثاني فكان إنكار رأي الصحافي، وكيل السباب له بصورة شخصية، ظنا منهم أنهم يثأرون منه، وإن كانوا يعتقدون أنه أخطأ فأبواب القضاء مفتوحة، أما إصدار بيان عام تجاه صحافي واحد وبالاسم، قد أدخل مكتب رئيس الوزراء في حرج وليتهم عرضوه على رئيس الوزراء، أو حتى المستشار الإعلامي له، ولكن لن نظلمهم كثيرا لأن ما قاله المستشار الزميل محمد محمد خير كان يدور في نفس الفلك وهذا أمر غريب سنعود له لاحقا.
أما الخطأ الأكبر هو إقحام وكالة السودان للأنباء، وهي الوكالة الرسمية لأخبار السودان، ولا يمكن لومها في نشر خبر صادر من رئيس مجلس الوزراء حتى وإن شاوروها فلماذا الضرب في ضل الفيل!؟، أما إعتذار وزير الإعلام للصحافيين عما حدث فهو أمر يحتاج الوقوف عنده، فقد أفلح عندما إعتذر وقد أبان الخلل الموجود في زوايا الدولة وهو خلل لو تعلمون عظيم.
أما الأخ والزميل عزمي فلن بهمه أو يهزه ما جاء في البيان، ولعل الحجر الذي رمى به في المياه الراكضه سيأتي بالخير الكثير للبلاد وللمهنة.

