(الســـــــودان وروسيـــــا).. علاقات استــراتيجية!!

تقرير : محمد جمال قندول
قبيل أيام من انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، جرى أمس توقيع مذكرة تفاهم بين "السودان وروسيا" في مجال البترول.
العلاقات بين الخرطوم وموسكو تتسم بالنجاح الكبير على مر السنين، حيث ظلت مواقف "الدب الروسي" داعمة وقوية للبلاد في كافة المحافل الدولية.
المصالح الوطنية
وذكرت وزارة الطاقة والنفط في بيان صحفي أن مدير شركة بشائر لخطوط أنابيب البترول وقع على مذكرة تفاهم في مجال خدمات النفط مع رئيس مجلس إدارة شركة الراسي للخدمات العالمية الروسية وشركة زرويج نفط الروسية.
ويقول الخبير والمحلل السياسي والكاتب الصحفي د. إبراهيم شقلاوي إن توقيع مذكرة تفاهم بين السودان وروسيا في مجال خدمات البترول يُعد خطوة جيدة وتحمل دلالات سياسية واقتصادية في توقيت بالغ التعقيد داخليًا وخارجيًا.
فعلى الرغم من الظروف الأمنية غير المستقرة والتي تُعد التحدي الأبرز أمام جذب الاستثمارات، إلّا أن السودان لا يزال يسعى لتثبيت حضوره الدولي، خصوصًا مع دول مثل روسيا التي أظهرت رغبة متزايدة في توسيع نفوذها الاقتصادي بالقارة الإفريقية، بجانب احترامها لسيادة البلاد وتطلعها لمستقبل من الشراكات.
ويرى شقلاوي أن الاتفاق في جوهره يعكس رغبة متبادلة بين الطرفين في تجاوز عوائق المرحلة، فروسيا تبحث عن شراكات اقتصادية بديلة عقب تداعيات الحرب الأوكرانية، بينما يرى السودان في التنسيق مع موسكو فرصة لتعويض انسحاب بعض الشركات الغربية، ولإعادة إحياء قطاع النفط الذي يعد من البدائل الواعدة بالنسبة للسودان لإنعاش الاقتصاد.
غير أن الخبير والمحلل السياسي د. إبراهيم قال إنه من المهم الإشارة إلى أن نجاح هذه التفاهمات مشروط بعدة عوامل على رأسها: استعادة الأمن، وضمان الشفافية في إدارة الموارد الوطنية، وتوفير بيئة قانونية وتشريعية جاذبة تضمن الثقة للمستثمر الأجنبي دون المساس بالسيادة الوطنية، وتابع قائلًا: في سياق الحرب التي يمر بها السودان، فإنّ أي اتفاق اقتصادي يجب أن يُقرأ أيضًا في ضوء مواقف الدول من الحرب، وضمن خارطة الاصطفافات الدولية والإقليمية، ما يجعل هذا النوع من التفاهمات ليس فقط اقتصاديًا، بل سياسيًا بامتياز، ويستدعي من الدولة السودانية إدارة دقيقة للعلاقات الدولية بما يخدم المصالح الوطنية دون الوقوع في محاور قد تزيد من تعقيد المشهد السياسي والاقتصادي.
إنتاج النفط
وشهد التوقيع وفد من السفارة الروسية في السودان وممثل شركة زرويج نفط.
وكانت وزارة الطاقة قد أشارت في بيان صحفي أن وكيل الوزارة المناوب محمد عوض الخير وقع على محضر اجتماعات بحثت المواضيع الفنية والإدارية تمهيدًا للاتفاق النهائي مع وفد الشركات الروسية وممثل السفارة. وأضافت قائلة إنّ الاجتماعات مع وفد الشركات الروسية الذي وصل البلاد منذ أسبوع، بحثت الشركة مع شركة سودابت “حكومية” والاستثمار بقطاع النفط في استكشاف وإنتاج النفط والخدمات البترولية مع الشركات الوطنية.
ويرى خبراء اقتصاديون أن التعاون مع روسيا اقتصاديًا سيكون له أثرٌ فعال للإسهام برفد خزينة الدولة عبر الاستثمارات مع دولة بحجمها، لا سيما وأن علاقات البلدين قوية ويبرز ذلك من خلال تبادل الزيارات التي وصلت حتى أعلى هرم الدولة وتوقيع مذكرات تفاهم.
واستطاعت وزارة الطاقة والنفط ان تشكل حصنا منيعا للدولة خلال أزمة الحرب وذلك بقيادة وزيرها محي الدين النعيم والذي قاد الوزارة في ظروف بالغة التعقيد ونجح في استقطاب استثمارات عديدة.