رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار

✍ أحلام محمد الفكي : الفاشر ؛ صمود أسطوري يكسر حصار الجنجويد

في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تتوالى فصول ملحمة بطولية تُسطّر بمداد من نور الصمود والعزيمة. ففي ظل حصار خانق يفرضه المتمردون، تزداد قبضة أبطال الفاشر قوة، وتتجدد انتصاراتهم يومًا بعد يوم، لتثبت أن الإرادة والعزيمة تصنعان المعجزات وتكسران قيود الحصار.

لقد شهدت الفاشر، اليوم الهجوم رقم 227، وهو هجوم لم يكن عاديًا بأي مقياس. فلقد حاولت مليشيات الجنجويد، بأسطولها المكون من 300 سيارة قتالية، اقتحام المدينة من ثلاثة محاور رئيسية: الشمالي، والجنوبي الشرقي، والشمالي الغربي. كان الهجوم واسع النطاق، ومُخططًا له بعناية، بهدف كسر صمود المدينة وإخضاعها.

لكن ما واجهه المتمردون كان أسدًا جريحًا، استعاد عافيته بفضل الله، ثم بفضل الشجاعة الفائقة لأبطال الفاشر. فلقد تصدى الأبطال، من القوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية، لهذا الهجوم بكل بسالة وشجاعة، محوِّلين خطط العدو إلى وبال عليه. بفضل المراقبة الدقيقة والجاهزية العالية، تمكن أبطال الفاشر من تكبيد العدو خسائر فادحة في الأرواح، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تم تدمير عدد كبير من سياراتهم القتالية، والاستيلاء على عدد كبير آخر منها، ليتحول هذا الهجوم الضخم إلى هزيمة نكراء لهم.

إن هذه الانتصارات المتواصلة في الفاشر، في ظل حصار قاسٍ، تحمل دلالات عميقة وتؤكد حقائق ثابتة:

الصمود والعزيمة الأسطورية: تُثبت هذه الانتصارات أن إرادة الشعب وعزيمة المقاتلين هي السلاح الأقوى الذي لا يمكن كسره. فبالرغم من شح الإمكانيات وصعوبة الظروف، يظل أبطال الفاشر صامدين، متمسكين بأرضهم وعرضهم.

فشل خطط الحصار: تكشف هذه الهزائم المتكررة للمليشيات فشل خططها في إخضاع الفاشر بالحصار والتضييق. فكل هجوم، بدلًا من أن يضعف المدينة، يزيدها قوة وثباتًا، ويُرسّخ في أذهان الأعداء أن الفاشر عصية عليهم.

وحدة الصف والتعاون: تُظهر هذه الانتصارات قوة التلاحم بين القوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية. هذا التكاتف هو مفتاح النصر، وهو ما يجعل من الفاشر حصنًا منيعًا في وجه أي عدوان.

الفاشر مقبرة الجنجويد: لم تعد هذه العبارة مجرد شعار، بل حقيقة تتجسد على أرض الواقع. فكل هجوم على الفاشر ينتهي بخسائر فادحة للمليشيات، ليصبح هذا اللقب مرادفًا للخيبة والهزيمة لهم.

إن ما يحدث في الفاشر ليس مجرد معارك عسكرية، بل هو درس في الصمود، وقصة بطولة تُروى للأجيال القادمة. إنه دليل قاطع على أن الإيمان بالقضية، والعزيمة التي لا تلين، كفيلان بكسر أغلال الحصار وتحقيق النصر، مهما بلغت التحديات.