✍ د. أمين حسن عمر : مفاوضات واشنطون وحكومة الأراجوزات

مفاوضات واشنطون التي وصل إليها شركاء عرب مستجلبون ، هي ذات المشروع( الإسرو أمريكي ) وإنما تتنقب في ثوب عربي قشيب، وهي ذات مشروع التقسيم والتجزئة الممتد منذ عقود لتقسيم العالم العربي .فمن لا يستطيع أن يرى أن حرب المليشيا وحكومتها جزء من مشروع إعادة رسم الخرائط الامريكي لمصلحة الكيان ،فهو ربما كفيف البصر و البصيرة والفهم .ومن ظن أن حكومة المليشيا الأراجوزية هي من قدح زناد حميدتي وحمدوك وأتباعهم، فهو إما غافل أو جاهل . وكأنه لم يسمع أن العراق كان دولة واحدة والآن تقوم فيها سلطتان واحدة في الجنوب وأخرى في الشمال وأن اليمن كان دولة واحدة والآن تقوم فيها سلطتان واحدة في الجنوب وواحدة في الشمال وأن الصومال كان بلدا واحدا والآن تقوم فيه سلطتان واحدة في الجنوب وواحدة في الشمال وأن ليبيا كانت بلدا واحدا والآن تقوم فيه سلطتان واحدة في الغرب وأخرى في الشرق وأن ما حدث من إنفصال لجنوب السودان كان عملا دؤوبا منذ الخمسينات رعاه الكيان ورعاته، وأن ما يحدث في السويداء وجنوب سوريا هو ذات السيناريو الذي يعد لدارفور وأجزاء من كردفان .من ظن أن التفاوض والتحدث للأراجوز المليشي سوف يحل المشكلة ويزيل الغمة و خطر تقسيم البلاد وإخضاعها وجعل (ترلة) يجرها من هو (ترلة) أخرى في مشروع الكيان ويظن نفسه هو فيها القاطرة..من ظن ان التحدث للدعم السريع أو لأزلامه والتفاوض معهم سوف يوقف مشروع سايكس بيكو الجديد فهو أمي في السياسة وإن أعتلى فيها ربوة السياسة العلياء في هذا البلد الجريح. إن بلاء هذا الوطن كان دائما في ضعف ووهن قواه السياسية وعجزها وإستنادها إلى غير إرادة أهله من القرباء والبعداء ...بيد ان هذا الواقع الآن برسم التغيير والتبديل، فالمأساة الكبيرة تصنع تاريخا جديدا له ديناميات جديدة وقوى جديدة وهذه القوى التى تحمل الجراح والسلاح هي وحدها من سيعيد للوطن لحمته وكرامته ووقوفه العزيز بين الأمم.