✍ آمنة السيدح : تنظير ؛ إجماع وطني!!

حاولت في مقالي السابق تسليط الضوء على الوضع السياسي بعد إطلاق الحوار السوداني السوداني، والذي إحتفل به غالبية السياسيين، وكتبت أن الأحزاب غير مؤهلة للدخول في حوار لإنهاء حالة الإرتباك التي يعاني منها السودان، ووصفت حالهم بالضبط، إلا أن هناك من رأى أنني بالغت فيما ذهبت إليه، وسيظل رأيى في (محله) إلى أن تبدأ الأحزاب بنفسها، وتمارس المؤسسية والديمقراطية في مؤسسساتها وخلاف ذلك يصعب الجلوس والتحاور.
ومن ناحية أخرى إتفق معي عدد مقدر من السياسيين، ولكنهم إختلفوا معي في توقيت الحوار وتأجيله لحين إصلاح حال الأحزاب، لأن الوطن يحتاج لتكامل أدوار السودانيين.
سادتي قبل أن أحاول إعادة النقاش من جديد وجدت نفسي في إتجاه جديد أثناء حضوري ومتابعتي للندوة الإسفيربة التي نظمتها أمانة الشباب الإتحادية بالمؤتمر الوطني بعنوان "الوضع السياسي الراهن" بمشاركة عدد من القيادات السياسية والفكرية وقد تحدث فيها كل من د. الحاج آدم يوسف رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، د. نافع علي نافع القيادي بالحزب، د. فتح الرحمن فضيل رئيس حزب بناة المستقبل، والأستاذ قاسم الظافر الأمين العام للحركة الوطنية للبناء والتنمية، مثلت منصةً جامعة للحوار والتفاكر حول التحديات التي تواجه البلاد في ظل المرحلة الدقيقة التي تمر بها، وقد كنت مستمعة جيدة لأن الحديث إستوقفنى ولفت إنتباهى التنادي والإجماع الكامل على أهمية وضرورة توحيد الجهود وتكامل الأدوار الوطنية، وأكدوا على أن السودان اليوم في حاجة ماسة إلى الوعي الجمعي الذي يستوعب حجم التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية ويترجمها إلى مواقف عملية تدعم القوات المسلحة وتدفع في إتجاه إستعادة الإستقرار.
سادتي لم يكن الحديث لشخص معين بل كل المشاركين مما يعني أن هناك حراك ظاهر وباطن يصحبه وعي سياسي لأهمية المرحلة الآن. هناك كثير من السياسيين لا يعلمون أهمية وجودهم، وأهمية دورهم، وأهمية وجود كيانات سياسية قوية تستطيع أن تكون سدا منيعا ضد التدخلات والمخاطر الداخلية والخارجية، وليس كيانات ضعيفة لا تعرف سوى العمل تحت مظلة السفارات وتصبح منفذا لأجندات لا تصب إلا في مصلحة من يريدون بالسودان شرا.