✍ أحلام محمد الفكي : نداء من قلب الوطن الجريح ؛ الهدنة غثاء على مائدة المتآمرين
يا أمةً آمنت بالله، ويا شعباً يئن تحت وطأة الألم، هل سألتم يوماً: كم من هدنة وقعت؟
وكم من (سلام) مزعوم استغلته الأيادي المتمردة لتمكين نفسها، وتعزيز شوكتها على حساب أمننا واستقرارنا؟
إنها ليست مجرد أوراق تُوقع بل هي فخاخ تُنصب، وأنفاس تُمنح لمن يتربصون بنا الدوائر. وعندما تتكرر الهدنة لتصبح روتينًا لاستراحة المحاربين المارقين، لا بد أن نقف ونسأل: إلى متى سنظل لقمة سائغة على مائدة الأمم؟؟؟
هنا، يشتعل السؤال الذي لا يهدأ في كل ضمير حيّ:
لماذا تضع لنا دويلة الإمارات الصغيرة شروطها؟
لماذا تتحكم في مصيرنا وتوجّه دفة أحداثنا؟
هل أصبحت هذه الدولة وصية علينا، تُملي قراراتها في عواصمنا وتتحكم في مصائر أبنائنا؟
والأدهى والأمرّ، كيف أُدخلت هذه (الدويلة) في التشكيل الرباعي للحل، وهي المتهم الأول والأبرز في دعم الميليشيات وإشعال فتيل الفتنة وتمزيق النسيج الوطني؟
إن كان المتهم هو الحكم، فكيف يُرجى العدل؟؟؟
إن الإصرار الإماراتي المريب على وجود وعودة الميليشيات إلى معسكراتها
(ما قبل 15 أبريل) يضع علامات استفهام لا يمكن تجاهلها. ما هو السر في هذا التشبث؟؟؟
هل هي الإمارات حقًا من تُصرّ على هذا البند، أم أنها مجرد مظلة وواجهة لحرب تخوضها قوى عظمى، اتخذت من هذه الدويلات الصغيرة أدوات لتنفيذ مآربها الخفية وتحقيق أجندتها الكبرى؟
إن اللبيب بالإشارة يفهم... فالحقيقة المرة تكمن خلف ستائر الدهاء السياسي، والواجهة الصغيرة قد تخفي قوة كبرى تُحرّك خيوط اللعبة من وراء ستار.
في خضم هذا التداعي، لا نملك إلا أن نستحضر تحذير نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، ذلك التحذير الذي يلامس جرحنا الغائر اليوم.
لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين قال: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت"
هذا هو الداء... حب الدنيا وكراهية الموت. هذا هو (الوهن) الذي جعلنا (غثاء كغثاء السيل)، كثيرين بلا وزن، بلا مهابة، وبلا قوة حقيقية.
لقد انتزع الله المهابة من صدور أعدائنا تجاهنا، لأننا ركنّا إلى الدعة والفتن والتبعية، وقدّمنا مصالح الدنيا الزائلة على عزة الوطن وكرامته.
هل سنستمر غثاءً يتناثر على موائد المتآمرين؟
أم أن هذا الألم سيكون صرخة إفاقة لإحياء الروح الوطنية والتوحد خلف قادة يخشون الله ويحبون الوطن؟
نسأل الله أن يحفظ العباد والبلاد، وأن لا يرينا مكروهاً أكثر مما رأينا. ولكن الحفظ الإلهي لا يكون إلا باستعادة القوة الذاتية ونبذ الوهن


