✍ ياسر الفادني : صحفيون بلا فرامل !
في زمن الفتن السريعة والمعلومة الطائرة، يظن بعض الصحفيين أن السبق أهم من الصدق، وأن نشر "ما يُقال" يبرر لهم أن يقال عنهم "صحفيون". هؤلاء المستعجلون لا يفرّقون بين المصدر المسؤول والمجالس المسمومة، يلهثون خلف بالونات الأخبار المفبركة، وينفخون فيها حتى تنفجر في وجه المهنية والشرف الصحفي
ما يحدث اليوم من تداول أسماء لمسؤولين مفترضين في حكومة لم تُعلن، ليس عملًا صحفيًا، بل هو تسريب عبثي، ونميمة سياسية، تسوقها أقلام تبحث عن ضوء كاذب على حساب الحقيقة
الخطورة ليست في الشائعة، بل في تبنيها، وتحويلها إلى "مادة منشورة"، تُعطي العدو فرصة نادرة لتضخيمها، وتسليط أضوائه الكاذبة عليها، لتُصبح هدية جاهزة تلوكها أقلام ... وتطحنها منصات بضجيج !
الصحفي الحقيقي لا يشتغل ببث الفقاعات ولا بدحرجة كرة الثلج نحو النار... بل هو صوت الوعي، لا بوق الفوضى
احفظوا هيبة الكلمة... لا تهدموا المعنى بنميمة صحفية رخيصة.
كونوا على قدر المهنة... وكونوا للوطن لا عليه.
