✍ د. طارق عشيري : همسة وطنية ؛ لتشرق الخرطوم من جديد

ولاية الخرطوم تتعاقد مع شركة الموانئ الهندسية لسفلتة 4 شوارع رئيسية في العاصمة المعونة بحري والستين وعبيد ختم وشارع الطابية بطول 43 كلم مع أعمال الانترلوك والحواجز وعبور المشاة على أن يتم الاستلام قبل نهاية شهر نوفمبر القادم بإذن الله. هذا هو الخبر الذي افرحني فان تطبيق المشروعات واقعيا يجدد ثقه المواطن تجاه حكومته نريد سرعه التنفيذ وتسارع الخطي للمشروعات سباقا للزمن وتحدي لقادم الأيام وتشهد الخرطوم هذه الأيام حراكًا تنمويًا ملحوظًا، يعيد إليها بعضًا من بريقها الذي خفت بفعل الحرب والدمار. فقد بدأت المشاريع الخدمية تعود للحياة، وظهرت جهود حقيقية في إعادة تأهيل الطرق والمرافق العامة وتنظيف الشوارع وإعادة النظام إلى قلب العاصمة. هذا الحراك السريع في التنفيذ منح المواطن السوداني جرعة من الأمل والثقة، وأيقظ بداخله شعور الانتماء والفخر بمدينة كانت وستظل رمزًا للحياة والنهوض.
إن سرعة التنفيذ ليست مجرد إنجاز إداري أو عمراني، بل هي رسالة معنوية تعني أن الدولة قادرة على الفعل، وأن روح العمل الجماعي ما زالت حيّة. الخرطوم اليوم تستعيد أنفاسها، وتثبت أن الإرادة حين تتوفر، يمكن أن تتغلب على الدمار واليأس. فالمواطن حين يرى الجهد الصادق والمشروعات الملموسة، يعود ليؤمن بأن الغد أفضل، وأن السودان يمكن أن ينهض من جديد بسواعد أبنائه.
لقد آن الأوان أن تتحول سرعة التنفيذ إلى ثقافة عامة، تسري في كل مؤسساتنا ومشروعاتنا، لتكون الخرطوم نموذجًا للعزم والإرادة، ولتشرق من جديد كعاصمة للأمل والجمال والإنجاز.
إن سرعة التنفيذ لن تبلغ أهدافها ما لم تتكامل مع وعي المواطن واستعداده للمشاركة في البناء. فالخرطوم لا تنهض بقرارات المسؤولين وحدهم، بل بسواعد أبنائها وحرصهم على حماية ما يُنجز. وعندما تتوحد الإرادة الرسمية والشعبية، يصبح المستحيل ممكنًا، وتعود العاصمة منارةً للجمال والعطاء، ورمزًا لصمود السودان وإرادته التي لا تنكسر. وسودان مابعد الحرب اقوي واجمل