✍ د. طارق عشيري : همسة وطنية الخرطوم لاتعني عودة المباني

بثت العديد من وسائل التواصل الإجتماعي فديوهات تحث مواطني ولاية الخرطوم بالعودة الي الديار ونشرت احدي السيدات مقطع تناشد اهل الحي بالعودة حتي تعود الحياة الي طبيعتها لكن السؤال الذي ظل بخاطري هل تعود الخرطوم كما كانت تلك المدينة الآمنة المطمئنة التي وصفها أحد السفراء الأجانب بأن الخرطوم العاصمة الوحيده التي تشعر فيها بالأمان وأننا نمارس الرياضة في شوراعها بكل أمان وحرية هذا لسان ماقبل الحرب لكن تبدل الحال اليوم وأضحت الخرطوم تعيش علي دمار في كل البنية التحتية لهذا فإن الإجابة علي السؤال بإختصار
الخرطوم قد لا تعود تماماً كما كانت، لكنها يمكن أن تُبنى من جديد بشكلٍ أفضل، إذا توفرت الإرادة والظروف.
لماذا قد لا تعود كما كانت تمامًا؟
. لان الحرب دمّرت البنية التحتية، الأحياء السكنية، والمؤسسات العامة والخاصة بدرجة كبيرة.
. التهجير السكاني: مئات الآلاف (إن لم يكن الملايين) من سكان الخرطوم نزحوا داخليًا أو لجأوا إلى الخارج.
. تغيرات الحياة الاجتماعية بفعل النزوح، والفقر، والانقسام السياسي والمجتمعي.
. فقدان الكوادر المؤهلةحيث كثير من أصحاب الخبرات غادروا البلاد أو أصبحوا خارج نطاق الفعل الوطني المباشر.
ولكن... هل يمكن أن تُبنى الخرطوم من جديد؟
نعم. وبقوة. لكن بشروط:
. عودة التيار الكهربائي واصلاح اعطال المياه وتوفير الخدمات الصحية والتعليم والامن باسرع فرصة ممكنه وذلك بمشاركة الجهد الشعبي والحكومي للنهوض بسرعة وتشجيع العودة الجاذبه
. بناء سلام حقيقي شامل، وليس مجرد اتفاقات سياسية.
. إعادة إعمار ممنهجة بتمويل وطني ودولي، وبمشاركة الكفاءات السودانية في الداخل والشتات.
. رؤية جديدة للخرطوم كعاصمة لكل السودان، تستوعب التنوع، وتقوم على العدالة والتخطيط الحضري السليم.
مستقبل الخرطوم:
إذا استطعنا تحويل هذه المحنة إلى فرصة، فربما نرى:
عاصمة حديثة بتخطيط أفضل.
بيئة أكثر عدالة وتمثيلًا للجميع.
هوية سودانية جامعة جديدة تنبع من رماد الحرب.
الخرطوم التي نحلم بها لا تعني فقط عودة المباني، بل عودة الناس، والروح، والتسامح، والإنتاج، والكرامة.