رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
ملخص المساء الأخباري السبت 2025/7/5م سجون نهر النيل وادارة سجن الدامر والنزلاء يكرمون صاحبة مبادرة الإصلاح الخارجية تستنكر مساعي نظام أبوظبي راعي المليشيا الإرهابية ضد السودان ✍ د. الرشيد محمد إبراهيم : جرحي المليشيا ومصابي العمليات ؛ نهايات عكس البدايات وزير الداخلية يرأس إجتماع هيئة الإدارة ويقف على الأوضاع الأمنية والجنائية ✍ د. عبدالسلام محمد خير : وسيط جنيف وثقافة التراضي.. هل من أفعال؟ المخابرات والشرطة يضبطان شبكة عالمية في تجارة وتهريب المخدرات تعمل مع المليشيا بجنوب الصالحة وصول الدفعة الأولى من الآليات والمعدات الزراعية لرئاسة مشروع الجزيرة ببركات ✍ أحلام محمد الفكي : السودان بين سواعد الداخل وعقول المهجر ؛ أي طريق للنهضة؟ الصحة بنهر النيل تناقش الإستعداد لطوارئ الخريف صحة الخرطوم : هيئة الطب العدلي لم تتلقى أي بلاغ لنقل جثمان بضاحية الدوحة بأم درمان والي الجزيرة يتفقد جامعة القرآن الكريم وتأصيل العلوم

✍ د. الرشيد محمد إبراهيم : جرحي المليشيا ومصابي العمليات ؛ نهايات عكس البدايات

الناظر لحال المليشيا في بدايات الزهو الأولى وتحديدا عندما هاجمت مطار مروي ايذانا للحرب بغرض توجيه ضربة استباقية بمهاجمة الجيش السوداني يدرك بحس المهتم المتابع البسيط او الباحث النابه او حتى الناظر الاستراتيجي بأن ما اقدمت عليه المليشيا هو حماقة سوف تعجز من يحاول ان يداوي جروحها والامها ومن حصافة وحكم العرب المثل المعروف البدايات دلائل النهايات.

الجروح الغائرة

ولان دورة حياة الحرب في السودان قد استكملت حلقاتها واستدار بها الزمان و وصلت إلى محطة النهاية أخرجت كل قيح وقبيح كره يعتمل في صدور قيادات المليشيا التي هربت من الخرطوم وتركت جرحاها في مشهد أقرب للحشر في العبور الشهير عند جسر جبل أولياء والحركة والشارع في اتجاه واحد ليس عشما و وصلا لأرض اللحاق ولكن في تدحرج وانحدار قيمي قبل أن يكون هزيمة عسكرية. فتخلي المليشيا عن جرحاها وتمييز ما تبقى منهم في العلاج والرعاية الصحية يشابه سلوكها اللا أخلاقي وهي تحارب او تعالج او تعتقل او تفاوض لأ ثوابت ولا أخلاق ولا قيم فإذا كان الأمر والشان الإنساني المفترض فيه المساواة والانصاف يكون سبيلا للتفريق بين أفرادها لا علي اساس قبلي بعيد ولكن حتى على معيار أثنى ضيق ينحدر حتى بطون القبيلة الواحدة يرفع شعار *(الماهرية اولا)* لا يختلط عليك عزيزي القارئ مع شعار أمريكا اولا. فاي سقوط ودرك سحيق تدحرجت اليه عصابة المليشيا.

خطورة ما تقوم به المليشيا تجاه منسوبيها لا يتوقف اثره على المكون المليشي فحسب ولكن ينسحب الي كامل مجتمع أرض الحرب. حيث لا قانون ولا دستور ولا لوائح او بروتوكول صحي ينظم العلاقة بين الطبيب والمريض يحدد الواجبات والالتزامات والاولويات الصحية علي أسس مهنية وليس اساس القربي والحظوة وآصرة القبيلة. الحروب في تاريخ الشعوب كثيرا ولكن ان تخوض قيادات المليشيا حرب دون نبل النبلاء ونخوة الشجعان فهذا يعني تجسييد لدولة الفوضى والقانون واللا اخلاق ليس مع العدو الذي تحاربه زورا ولكن حتى مع افرادك ومقاتليك الذين كنت تباهي بهم نفاقا وتنعتهم بالاشاوش جورا وحيفا عن شعارات وقت الحاجة للحشد والتحشيد في نكران غير منكور و ميكافلية في أقبح صورها تأكلوهم لحم وترموهم عظم وهم لم يضوقوا حلو الدعم السريع ولكن الآن يلعقون جرحه مرا حنظل او كما قال عبدالرحيم دقلو في دوماية وعند الهروب الكبير في ضربة كأس الأخيرة.

حميدتي يوعد الجرحى

فورة البرمة

حميدتي في خطابه الاخير ومن بعد تظاهرات واحتجاجات المليشيا على الأوضاع المزرية البائسة التي تجسد مقولة المعذبون في الأرض اطل اليهم القائد بوعد مطالبا لهم بالصبر وعدم الضجر ولسان حال المصابين يردد كيف الصبر وانا كلي جراح في خطاب وحوار لا يعكس روح القيادة وتفاعلها وتقديم الدعم السريع للجرحي في هزيمة مزلة ليس فقط لشعار المليشيا ولكن هزيمة لكل روح المروءة ونخوة العرب والعجم. بينما المشهد يمضي هكذا في ملف الجرحى ومصابي العمليات يعمل قيادات المليشيا المستفيدين من الحرب على سرقة ونهب ثروات مدن دارفور وشحن طائرات اليوشن التي تهبط في مطار نيالا لتحمل الضأن والابقار والفول والخيل الصافنات الجياد ولا تحمل مثقال حبة من دواء او محاليل وريدية منقذة للحياة ولا حتى مسكنات تخفف الآلام وتعالج الاسقام.

إذا كان فورة البرمة حاره على الجيعان فما بالك بالجريح الذي ينخر في ساقه ويده الدود من فرط عدم الرعاية الصحية الأولية فمن الجرحى من يمشي على رجل واحدة أو رجلين من عصى الحديد او جزع الشجر ومنهم من يمشي او يزحف على بطنه.

لا نحدثكم اليوم عن وقف القتال او عن وقف إطلاق النار حاربوا ولكن بنبل وشجاعة وقيم ومروءة اهل السودان فالمساواة في الظلم عدل.

سؤالان مهمان

الأول هل من بعد الحال الذي صار اليه جرحي المليشيا من يستجيب لنداءات ال دقلو بالتحشيد والاستنفار لماذا ومن أجل ماذا؟ الشقى بشوف في نفسه والسعيد بشوف في اخو انا ما بفسر وانتوا ما تقصروا.

السؤال الثاني. ماهو شعور العمد والنظار والمشائخ الذين تسببوا في قتل وجرح هؤلاء الشباب؟ تركوهم يلاقوا حتفهم من بعد قبض الثمن عربات وعملات مزيفة.

اسدال الستار عن المسرح

هذا هو مشهد نهايات حرب النهب والسرقة. ضحية على الأرض يكابد جرحه ومنتفع في الفنادق يرفل في متاع من جراحات الضعفاء.