✍ فتح الرحمن النحاس : التساقط المحمود المرغوب

لأن الزبد يذهب جفاء
وماينفع فيمكث في الأرض
وليت عثمان ميرغني يتذكر..!!
استمعت لتسجيل صوتي من أحدهم يوجه حديثه لشخص آخر، ويظهر من الحديث أن صاحبة (يساري) والمتلقي علي شاكلته..وقد حمل التسجيل تطمين لصاحبه بألا يندم أو يغضب (لتساقط) آخرين أمثالهم بتخليهم عن توجهاتهم (النضالية الثورية) ذات (الصبغة الحمراء) أو ماهو أقرب إليها، أو إن هم (شاركوا) في مؤسسات الدولة القائمة الآن، ومايثير (السخرية) أن المتحدث يري (خيراً) في مايسميه التساقط لأنه حسب زعمه (ينظف) بيئتهم النضالية من العناصر (الإنتهازية) ويعافي ثورتهم المزعومة منهم...هكذا تحدثهم شياطينهم وأوهامهم وتملي عليهم هذه (الخرافات)، ولن يفهموا أبداً أن مايرونه من تساقط هو في حقيفته (عودة الوعي) لمن خرجوا من دوائرهم (الآثمة) المرهونة لأفكار (وآفدة) ماتت و(تحنطت) في بلدان المنشأ وتحولت (لنظريات فلكلورية)، أودعت الذاكرة (المتحفية)، ومن (البؤس الإنساني) أن يستمر بعض أبناء وبنات السودان في (معاقرة) ضلالها والتعلق بها..سائلين الله أن يرد هؤلاء (الرد الجميل) لجذورهم الإسلامية الحيًة..!!
وليتهم لو أنهم اتعظوا بنصح أحد المنتمين (لحزب طائفي) الذي كان خاطب بعضهم في ندوة طلابية وقال لهم: (عندكم الإمام المهدي والمك نمر وود حبوبة والعلماء الفطاحلة، تتخلوا عنهم وتتعلقوا بماركس ولينين وميشيل عفلق وماشابههم من صناع النظريات المومياء..؟!!)...ثم أن هذا التساقط الذي ذكره المتحدث، فهو (مشهد ملازم) لطيف اليسار وتوابعه، وإلا لما (تدنت) عضوية الحزب الشيوعي إلي هذا العدد (الضئيل) الذي يكاد يلامس (العدمية) رغم أن الحزب ظهر في الساحة السودانية خلال (الأربعينيات) قبل الحركة الإسلامية، والتي تصل عضويتها الآن إلي (الملايين)، فما استطاع أعداؤها أن (يظهروها) وماستطاعوا لها (نقباً)..ومنهم (الألدّ) وهو اليسار، ثم بعدهم يأتي الكاتب الصحفي عثمان ميرغني (برأي إستفزازي) طالب فيه بحل الحركة الإسلامية التي تضم في عضويتها مالايقل عن (٤ مليون) عضو ليكون السودان (بخير) كمايزعم..!!
ونسأل عثمان إن كان هذا الخير الذي يرجوه للسودان وجده خلال حقبة قحت عندما تم (إقصاء) الاسلاميين (قسراً) من المشهد، وكان هو أحد (أقلام قحت) التي تم توظيفها في تعضيد تلك الحقبة سيئة الذكر..؟!!..أما شجيرات اليسار الذي (ذبلت) منها أوراق وتساقطت فقد كانت علي موعد مع (الإخضرار بالوعي) ساعدهم في ذلك إختزانهم لصفات (سامية) كانت فيهم وهم علي الضفة الأخري، وقد نالت منهم الحركة الإسلامية عناصر مشهود لها (بالفاعلية)، فانطبق عليهم قول الرسول صلي الله عليه وسلم:( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا)..إنه (المعني السامي) لقيمة وفائدة تساقط عضوية اليسار وليس ذاك (المعني السطحي) الذي يختمر في رأس المتحدث..!!
سنكتب ونكتب...!!!