✍ أحلام محمد الفكي : صرخة من قلب السودان : لماذا لم نلتحق بركب التقدم؟

في عالم يتسابق نحو المستقبل، نشهد مدنًا تُبنى في قلب الجبال الشاهقة، وتُحوّل الوعر إلى واحات عصرية تضج بالحياة والتطور بينما هنا، على أرض السودان الطيبة، المترامية الأطراف، المنبسطة سهلة البناء، لا نزال نتساءل: لماذا لم نتمكن من مواكبة هذا الركب المتسارع؟!
إنها حقيقة مؤلمة تدفعنا للتساؤل بحرقة:
كيف استطاعت دول شق الصخور وتحويلها إلى مدن نابضة بالحياة، بكل ما فيها من بنى تحتية متطورة، بينما نحن، ورغم امتلاكنا لأراضٍ منبسطة تعد جنة للمخططين والمهندسين، لم نُحقق حتى الآن ما يُقارب هذا المستوى من التنمية؟
أين يختفي بريق السودان؟ أين ذهبت كل خيراتنا ومواردنا التي طالما تغنينا بها؟
لماذا لا نرى مدننا تتبوأ مكانتها بين المدن العالمية، لتكون وجهة للاستثمار والابتكار والازدهار؟
هل هي مشكلة في التخطيط الاستراتيجي الذي يفتقر للرؤية المستقبلية؟
أم في الإدارة الرشيدة التي تُحوّل الخطط إلى واقع ملموس؟
أم أننا نعاني من قصور في استغلال الموارد الهائلة التي وهبنا الله إياها، سواء كانت بشرية أو طبيعية؟
إن هذا التباين الصارخ، وهذا الفارق الشاسع بين ما نملكه من ثروات كامنة وما نعانيه من نقص في التنمية الظاهرة، يدعونا إلى وقفة تأمل حقيقية، وقفة لا تعرف المجاملات، بل تُجابه الحقائق بجرأة وشجاعة. لقد حان الوقت لأن نضع أيدينا على الجراح، وأن نبحث بصدق عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التخلف التنموي الذي يُعيق نهضتنا.
المستقبل لا ينتظر المتخاذلين، ولا يُعطي فرصه للمتقاعسين. ثرواتنا التي تنام تحت أقدامنا، وفوق أراضينا، وفي عقول أبنائنا، تنتظر من يستثمرها بحكمة وإخلاص. حان الوقت لوضع استراتيجيات واضحة ومستدامة، تُبنى على أسس علمية، وتُنفّذ بضمير حي، لتحويل السودان إلى الدولة التي يستحقها شعبه، الدولة التي تُبهر العالم بقدرتها على تحويل التحديات إلى فرص، والأحلام إلى حقيقة ملموسة.
والسؤال يظل عالقاً ..وقائماً
هل نستطيع أن نرتفع بتطلعاتنا فوق الصراعات الضيقة، ونعمل معًا لبناء الغد الأفضل الذي ننشده؟
أم سنظل نتفرج على العالم يتقدم، ؟؟
نتمنى ونامل أن يتم هذا كله فى حكومة الأمل...