رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار

✍ د. عبد السلام محمد خير : والآن.. إعمار النفوس أولوية

الكل متعلق بالأخبار..القلق تجاه القادم قديم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.. بشائر السلام تفيض على الوجوه المشتاقة له.. مذاق الأخبار يستطاب مما يحمل على التفاؤل.. هناك سباقون إلى ما يجبر الخاطر..المشهد يتشكل سودانيا بلا مثيل (ناس طالعة من حرب بفكرة جديدة) ..فى الأمر سباق يراد له أن يبشر الكل بمقدم سلام لا تفوت أفراحه على من ذاق مرارة الحرب.. الإستبشار يلوح من جهة أية بادرة.. هبوط طائرة رئيس مجلس السيادة مطار الخرطوم، رئيس الوزراء يغادر بورتسودان لشارع الوادي.. إنطلاق الف سوداني وسودانية في أول رحلة لقطار العائدين للسودان من القاهرة ، ضمن برنامج عودة طوعية مجانية تنظمه منظومة الصناعات الدفاعية بمؤازة السفارة ومصر المشكورة.

وعلى الشاشات تبهرك حقول تئن بحصادها أمام الكاميرا..أسواق شهيرة تعاود فتح أبوابها أمام جمهور يتزاحم على خيرات بلاده.. سيرة ما يصلح الحال بعمل ملموس تتجلى.. مواقف عملية للولاة عبر نبض مراسلين عهدناهم أشداء في الحرب..المشهد يتمدد نفسيا وإعلاما..فضائية ولائية تعاود البث.. قناة جديدة تنطلق بمذاق هات من الآخر، من السلام. (المشهد العملي) يرشح نفسه (سيد موقف) قوامه مذاج سوداني جديد - شكلا وموضوعا، وتصميما..لا رجعة لما أجج الحرب، ولما أبقى البلاد(محلك سر)..كاميرات تزف الخبر من موقع محتشد بأهل الوجعة، صناع السلام وحراسه..إنهم يستبشرون.. الكاميرات عينها على تطويع مسار التواصل لصالح المعايشة في اعقاب حرب.. لجنة عليا تتصدى للإعمار،هاجسها (إعمار النفوس..أولا)..أساس السلام المرتجي شافيا..بإذن الله.

(المواقف العملية) تبدو كأيدولوجية جامعة..لا بديل لما يشاهد بالعين المجردة ويجبر الخاطر وينبىء بجديد فعلا ،مجتمع عملي متجانس متعاضد ودولة حديثة بكل المقائيس..دول عديدة فعلت ذلك، السودان ليس إستثناء.. وتترى المعالجات تنادي ذوي الاختصاص، بدء بمجالات تمضي نحو خطاب عملي ،أي بناء، تتوفر له منظومة القيم السودانية ودراسات الفلسفة ومشوقات علم النفس..خطاب عام قوامه (مواقف عملية) لها عائد ملموس،تعززها ايدولوجية تسع الكل..كم من (أمثلة عملية) تجلت بين الناس والحرب دائرة، إستنفار شعبي بلا مثيل، (تكايا) بلا حدود، زيارات الولاة التفقدية، مبادرات التواصل مع المجتمع و(التخفيف عليه) عبر وسائل التحرك للعائدين ولطلاب المدارس، جمعيات تعاونية تبناها الجيش تجوب الاحياء وتتفقد المواطنين..وهكذا.. قروب الإذاعة والتلفزيون ضرب مثلا في التكافل بين الزملاء والحرب دائرة، فهم حداة (الصِلاة الطيبة) و(أيادي الخير) و(بنك الثواب)..أمثلة عديدة لتفكير(عملي) يصلح الحال ويعزز سيرة شعب جبل على العطاء والمروءة.. فليستثمر المخططون في هذا، فيما هو جماعي سريع العائد، يشفي الصدور، يعمق ثقافة العمل.. والأفضل البحث عن نظام تعليمي جديد، عملي، تقني، مواكب لمرحلة السلام وفق (رؤية) متكاملة تخترق المجهول وكل الإحتمالات والفرص، بإذن الله.

*0..(رؤية) لحلول إدارية درامية!*

(الرؤية) تقرب من الحلول (الجماعية) الامر يتجلى في اوبريتات رائعه تلهج يوميا" (الحرب نلعنا) .. وعلى المسرح.. نجوم الدراما طلتهم متفائلة، تساعد على الوصول لحلول.. لقد شاهدت حملة ذكية ضد الإشاعة يقودها دكتور فيصل أحمد سعد، نجم فرقة الأصدقاء، والمبدع نبيل متوكل، في حركة دائبة وسط جمهور متفاعل بمرح.. يضحك الناس فيحلون مشاكلهم وهم غارقون في الهموم!.. في هذه الأجواء أبدو كأني تذكرت(طلة) الأستاذ مكي سنادة المستبشرة على المسرح أو هو(ماشي بين الناس).. التبسم من لوازم التواصل المنتج، كفى تجهما.. أصادفه متبسما حتى في إجتماعات متشددة تجمع بين أهل الإعلام والثقافة فأميل لما يقوله من بين تبسمه ولو كان إقتراحا بالتورط في إنشاء قناة ثقاقية!.التورط ما كنا نراه لكنه وارد برؤيته الدرامية الثاقبة..فهمنا فيما بعد أن ( التمويل) أكبر ورطة ثقافية، كذلك التجهم..فلا قناة من هذا القبيل حتى اليوم!.

سيرة الحلول الدرامية الناجعة تذكرنا بمن أنعم الله عليهم (بالموهبة) سر(الخلق) الذى إختص به الله تعالى .. خبراء الإدارة يربطون الموهبة والإلهام باتخاذ القرارات الصعبة.. عالميا يكثر الحديث عن (الرؤية) و(فن البدائل) و(القرارت الدرامية) و(إدارة الأزمات) ووصفة سحرية إسمها (عمليات إدارية جراحية درامية) كعلاج للمؤسسات المنهارة بعد سابق مجدها.. بعض دهاقنة الإدارة يمضي في مدح هذه المنظومة (القرارات الدرامية) حتى يكاد ينصب أهل الدراما فى مناصب إتخاذ القرار لمجرد انهم اصحاب (رؤية) تجعلهم أقرب لتفهم (نفسيات) المظاليم و(ظروف) الجمهور!..هكذا تسري المعالجات الحديثة لشؤون البشر إداريا..دراميا..فنتذكر من يحركون فى الناس نوازع التعالى على الإحباط وفق (رؤية) نتائجها إسعاد الجمهور.

الآن تكثر الإجتماعات واللجان..فلنتذكرأن مصممي (المواقف الدرامية) و (القرارات الدرامية) يعينون الناس على مواجهة المصاعب برؤية يصفق لنتائجها الجمهور..ماذا لو اننا نسال عنهم ونستفيد من خبرتهم في معالجة معضلات البلد ؟!. وأنا مشغول بمثل هذه الهواجس أصادف الأستاذ مكى سنادة فأجده محتفظا بما توحيه طلته، كأنه يمشي على مسرح متى لاقيته..يحمل رؤية وينطق حكمة..لكن سريعا ما أدركت أنه ممثل (متقاعد)!..كيف تتشكل تفاصيل اليوم العادى لمثقف شغل الناس ذات يوم بإبداعاته وأفكاره وسمته المميز، والآن لا يسعه إلا بيته؟!..والخبر الآن والأمة تبحث عن كفاءاتها يقول (اكثر من 200 بروفسور في مختلف التخصصات يحالون للتقاعد).. نعم، بنص القانون وهم قادر على العطاء!..نحن يسهل علينا دائما أن نقارن بما يجرى فى مصر..الكبار يبقون فى المؤسسات التى إحتضنتهم على أيام عطائهم البكر..يبهرك مشهد هؤلاء الكبار فى مهرجان القاهرة السنوى للإنتاج الإعلامى حيث تجدهم يتصدرون الصفوف في لجان التحكيم وفي مواكب المكرمين وإشاعة السرور.

.. دراما منقذة للحياة:

(صديقك لا زوجك!.. إعتبريه صديقك قبل زوجك)!.. وهل ننسي؟!.. إرتبط مكي بمجموعة من الحكم الدرامية (المنقذة للحياة)!..منها دراما تلفزيونبة باهرة إسمها (موت ضيف) من بطولته، سيناريو الأستاذ عادل الباز..دور مكى هنا (إسداء الحكمة).. وهو ما نرتجيه فى المجتمع اليوم وهو يواجه مشاكل عصية تتطب وجود (كبير القوم) وحكيمهم الذي يحتكم اليه الناس فى كل بيت وأسرة ومحلية وموقع قرار وساحة تفاوض..إن حاجتنا ماسة (لأدوار الكبار) الذين أعدهم المجتمع وأهلتهم الدولة وتشربوا المنطق والاصول، وإحتفى بهم المسرح. . و(الما عندو كبير).. نصيحة كبار.

.. مبدعون اكاديميون:

آن الدولة مشغولة برصد الكفاءات، فمن يسأل عن الكبار وأهل (الرؤية).. والطاقة المتجددة؟..من إتجهوا أكاديميا في مجال الإعلام يضربون المثل.. هم في البال دائما وإن باعدت بيننا الحرب يتصدرهم من هو (الأب الروحي) للإعلاميين، البروفسور علي محمد شمو..له التحية والعرفان بفضله في هذا المنحي - أيضا.. سعدت بسيرته يفيض فيها بروفسور صلاح الدين الفاضل الذى يطل لماحا بين من تدرجوا بين يديه.. كلاهما ديدنه في صمت تحفيز الإعلاميين أكاديميا ..عدد كبير حصلوا مبكرا على الدكتوراة وأكثر، بروفسور عوض إبراهيم عوض، دكاترة مزمل سليمان.. كم من أسماء جهيرة يتصدرها الدكتور عمر الجزلي، وقد كان طرفا في (سيرة بروف شمو) هذه وتجلياتها ومنها مشاركته مع نخبة من خبراء الإعلام والتقنية والصحة النفسية وعلم الإجتماع في منتدى عالمي تفاعلي حول تأثيرات وسائل التواصل الإجتماعي على الأفراد والمجتمعات، تزامنا مع اليوم العالمي للسوشيال ميديا، نظمته(زين) فله التحية أستاذنا بروف شمو، وللإعلاميين الأكاديمين أجمعين..هناك من شغلني عن تحيته بمشهده ملوحا بسلاحه غاضبا!..إنه بطل (الدهباية)!..حييته مفاخرا (سلام..يا دكتور)!.. فتبسم!.