✍ أيمن كبوش : البرهان لم يقصر معكم يا جعفر وعطا المنان.. !

# قلت له: طوال فترة العامين من عمر الحرب اللعينة، كنا نفهم ونتفهم اسباب (طناش) اتحادنا الوطني بقيادة الدكتور معتصم جعفر واسامة عطا المنان وآخرين، من حسم اتحاد المتمرد علي محمود القابع في محلية الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، لا لشيء سوى أننا نؤمن بأدبيات رد الجميل في مقابلة اي معروف، ولكن هذا لن يكون على حساب الوطن، يكفي أن رأس الدولة لم يقصر معكم يا اتحاد يا عام، حيث بذل لكم الطائرات الخاصة لنقل المنتخبات الوطنية إلى وجهات مختلفة، ثم زادكم كيلاً بحضور جميعتكم العمومية بورتسودان وشكل ذلك زخما كبيرا للجمعية، إذن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش لم يقصر مع الاتحاد السوداني في مواقف كثيرة، وهي مواقف يتواضع أمامها ما قام به لأجلكم المتمرد (علي محمود) الذي لم يفعل شيئا سوى أنه أخرج لكم جوازاتكم وبعض المركبات الخاصة من مبنى الاتحاد المحاصر بنمرة اتنين، مقابل شفشفته للمقر وحتى ازياء المنتخبات الوطنية لم تسلم منه، لابد من تدخلكم يا معتصم جعفر لكي تثبتوا لنا انكم فعلا اتحاد وطني بحق وحقيقة ودعوة الجمعية العمومية لإيقاف مثل هذا العبث مسنودين بموجهات الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) الذي لديه مبادئ صارمة تتعلق باستقلالية الاتحادات الوطنية وعدم تدخل الحكومات في شؤون كرة القدم. لكن بالمقابل، لا يسمح FIFA بأن تنحاز الاتحادات المحلية إلى حركات التمرد أو أن تتمرد على حكومات بلدانها وذلك ما يقرأ في الفقرة الأولى من باب مبدأ الحياد السياسي: يُلزم فيفا جميع الاتحادات الأعضاء بعدم التدخل في السياسة، وعدم استخدام كرة القدم كأداة لخدمة مصالح سياسية أو انخراطها في نزاعات سياسية.. وثانيا الاعتراف الرسمي، حيث يعترف فيفا فقط بالاتحادات الوطنية التي تمثل دولة معترف بها دوليًا (عادة عضو في الأمم المتحدة)، ويجب أن يكون هذا الاتحاد معترفًا به من قبل الحكومة الوطنية، ويعمل ضمن قوانينها.. وثالثا عدم الاعتراف بأي اتحاد متمرد، في حال حاول اتحاد محلي الانفصال عن الاتحاد المعترف به من قبل الدولة والانضمام إلى اتحاد آخر كممثل "لتمرد" أو كيان غير معترف به دوليًا، فإن فيفا لن يقبل به. بل إن مثل هذا التصرف قد يؤدي إلى تجميد عضوية الاتحاد الوطني الرسمي إذا تبين أن هناك انقسامات سياسية تؤثر على شرعية الاتحاد.
# هنا انتهت الفقرات الخاصة بالكيس الذي نناقشه، وأقول إن هذه المبادئ واضحة وتستوجب تدخل الاتحاد الوطني الذي وقف متفرجا على اتحاد الضعين المحلي إلى أن خرج مؤيدا لحكومة التمرد لانه أمن العقاب لذلك ساء الادب ولم يتورع من أصدر البيان تلو البيان تعزيزا لسلطة التمرد في منطقته الضعين التي تمثل أحدى حواضن التمرد الرئيسية علما بأن رئيس الاتحاد علي محمود يحمل رتبة عسكرية في قوات التمرد منذ فترة طويلة وساعده ذلك في تجاوز إدانته في الاتجار في المخدرات، فماذا تنتظرون يا معتصم جعفر واسامة عطا المنان وبقية قادة وأعضاء الاتحاد ؟.
# في الختام اقول ان اتحاد كرة القدم كان فصيلا فاعلة في خدمة الدولة السودانية ويكفيه أنه لم يسع لتجميد النشاط في عز الازمات المتلاحقة فلم يطبق يديه وتحرك في محطات عديدة للإبقاء على المنتخبات الوطنية في المنافسات القارية، بل صعد بها إلى النهائيات، وكذلك خدم الهلال والمريخ في أكثر من مناسبة لذلك لا ينبغي أن ينقض غزله بيديه محاباة أو مجاملة لمن لا يستحق المجاملة أو السماح بمشاركته في القتل والسحل والتنكيل ثم مباركته لحكومة الخراب ببيان موثق لا يمكن إنكار ما جاء فيه.