رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار

✍ محمد حامد جمعة نوار : خرجت لأول مرة منذ الحرب أقصد بورت سودان

خرجت لأول مرة منذ الحرب أقصد بورت سودان . كنت طوال الطريق كلما عبرت مكانا .وفضاء .سهل وجبل .أطلب من مرافقي التوقف .أستوقف عابر او عابرة .أندس في خباء راكوبة او ظل . ألمس كل الجهات والعلامات والمدن . شندي . الدامر .عطبرة .هيا .سنكات .سواكن . جبيت .والترتيب غير مقيد عندي ! شعرت براحة عظيمة من جملة ملاحظات عظمت عافيتي المعنوية . الناس رغم رهق الحرب فيهم ذاك الأثر اللطيف من المودة . الباعة .المسافرون . اصحاب المتاجر . كل من قابلت وصادفت .تنوعوا بكل السحنات . وجدت في كل متر نسيجنا المعروف المتنوع . حرت أين ما يزعمون عن قصص الوجوه الغريبة ؟! . ففي عطبرة مثلا وجدت كل السودان . سوق المدينة يضج بحياة صاخبة . تركت مرافقي في ظل وسحت .جلست هنا وهناك . أتسقط إتجاهات الثرثرات .لاحظت ان الكل يعمل ويجري . والكل في الكل تراه . حرت لبرهة أستفسر نفسي أين (أفندية) عطبرة و(ابرولات) السكة الحديدة و(العجلات) وإن حز في نفسي حجم الإهمال لنظافة المدينة ! إهمال موجع لا يليق للأمانة بمقام مدينة بهذا الحجم . ولا أعرف هل العلة في السلطات المحلية او غياب روافع النفير الشعبي الذي يمكن ان يتولى الأمر

2

حينما عبرت الى الشرق . وقد جررت أنفاسي شوقا .فلي والشرق ود لا اعرف سره وخصوصية مودة مبرورة . كانت الجبال ترافقنا كحرس إنجليز ! تحولت عيناي لكاشف ثروات كلما مررت بظل جبل أحدق كم تحت هذه الاثقال من خيرات . مررت بخيام سبق ظهورها بروز افواج الشباب من المعدنين . يكونون حزما حزما . شباب صغار يفع . أعدادهم كبيرة . يغطون في الغالب رؤوسهم .تراهم فتظنهم من رفرفات العمائم بعض جند من جيش إمبراطور اليابان في عهود بيرل هاربر . بدت لي احوالهم حول كثبان ما يحفرون ويرجون قصة صحفية وددت لو ان الزمن كان يسمح لأعرف أحوالهم بين العشم والمصابرة .أسمارهم في المساء . ما يقلقهم وما يشحذ عزمهم . لكني صرفت الخاطرة حينما اقتربت من متكأ لاحدهم تحت ظل راكوبة من أسمال جوالات فارغة واوراق وسدر قليل .وخشب مشبع بالزيت . كان الفتى والوقت ظهيرة غارق في النوم يتوسد ساعده . غير مبال بسخونة الطقس او السموم . كأنه (عمر) عدل في مسعى الكسب فنام قريرا

3

حينما اطلت (هيا) عاودني حنين التضامن مع أهلنا بالشرق . المدينة او المحطة التي عبرت مثال قائم على ظلم أهل التكاليف لانسان تلك الأرض . واضح ان رمق الحياة القليل يصنعه عزم السكان بالمكان اكثر من تيسيرات الدولة وهو الاحساس المحبطةالذي فارقني قليلا وأنا أشرف على سنكات . التي تتمدد على سفح طقس جميل وخارطة بدت لي كبناء اثري في بعض السمات من التخطيط وقوائم مطالع ثابت العقارات القديمة مع تنظيم لافت .وحذر الشرقاويين وإجاباتهم المختصرة الذي مثله ( ابو فاطمة) عامل محطة الوقود الذي يهب سيارتك بعض الدفق ويده على المسدس ولسانه يد أخرى يحرص على التنبيه بجر ماء من بئر تبدو كوقف لتسهيل الوضوء . راقني ما لاحظت في عموم فضاء الشرق . في كل إتجاه متسع للصلاة وقائم تلحظه يستقبل القبلة العريضة ينتفل من الصلاة ثم يهز عصاته يغوص الى وجهته .

4

في بورت سودان .ثمة نهضة ظاهرة .وملامح تطور اقتصادي وتحولات كبيرة تهدر تحت ركام التركيز على أجواء السياسة وضجيج غرفها وجلساتها الليلة . ففي خارج الحياة الواقعية تبدو ثمة أحوال أخرى أفضل مهملة . ليست كلها قطعا مبهرة . قطعا هناك ملاحظات لكن بالجملة بورت سوداو الان غير . وإن كنت كما قال صديق عجز عن العثور علي لزمت (الديوم) وهذا عالم أخر من الحياة والنبض والأحوال والظروف . أكثر من راقني فيه إكتشافي ان سردية ان المدينة لا تحتفي بالغرباء غير دقيق . حيثما أقبلت اكتسب كل يوم صديق ومعرفة وإنسان جميل .

اللهم أحفظ السودان وطيب ايامه باليسر والسلام والتسامح ..بلدكم بخير

...

حاشية :

اعزائي في أهل الإعلام . أخرجوا الى الناس في مظان وجودهم .في كل الشرق والسودان الف قصة وليلة عامرة بالقصص المنعشة للروح