✍ محجوب فضل بدري : سياحة مع مدحة نبوية

-علی كثرة المُدَّاح والمشاٸخ الذين أُشتهروا بنظم القصيد فی مدح سيد الخلق أجمعين صلاة ربی وسلامه عليه إلَّا ان الشيخ حاج الماحی أعلاهم طُرَّاً فهوأغزرهم إنتاجاً وأبرعهم وصفاً وأجملهم إيقاعاً، وقد حمل الراية من بعده أولاده الذين طبقت شهرتهم الآفاق، وعرف الناس أولاد حاج الماحی بأصواتهم المليٸة بالتطريب وبسَمْتِهِم الوقور وزيّهم القومی،ومن أدب أولاد حاج الماحی أن يبدأوا (الليلية) أی الحفل الساهر بلغة العصر،بإحدی قصاٸد الشيخ علی ود حليب وهو أُستاذ الشيخ حاج الماحی ومعظم الناس يعرفون إن القصيدة أو القصاٸد التی يٶديها أولاد حاج الماحی جلوساً من قبيل التَأدُب هی من نظم الشيخ علی ود حليب،وفی ما عدا ذلك فكل القصاٸد تعتبر من نظم حاج الماحی، لكن فی الواقع هناك العديد من المداٸح يحسب الناس انها لحاج الماحی وهی لشعراء آخرين مثل الشيخ حياتی وغيره.
-ومن المداٸح الشهيرة عند أولاد حاج الماحی قصيدة(طٰه المَنُومَسَا) والتی يظن الكثير من الناس انها لحاج الماحی فهی تشبه الكثير من اعماله،وبالنظر فی آخر أی قصيدة فی المديح النبوی تجد توقيع الشاعر فهو يذكر إسمه عند الختام مع الصلاة والسلام علی النبی صلی الله عليه وسلم،ونجد فی قصيدة طه المنومسا اسم الشاعر عندما قال:-
يا حيّاً لم تزول صلِّ علی الرسول.
عدد اللسانِ،ما يذكر أو يقول.
عدد الوساوس ما جالت فی العقول.
عدد المياهَ ما سالت السيول.
عَدْ عِلمَ الباری الما لهُ حُصول.
(فضل الله) جَابَا دايرْ بَها الوصول.
واقع بُو يا الرسول تَنجَیْهْ من كلِ هول .
فمن هو فضل الله؟؟
هذا الذی لم تعرف له قصيدة غير هذه القصيدة. وقد أجابنی علی هذا السٶال العميد الركن م. كمال بابكر،
فقال هو (فضل الراوی) من قُریٰ غرب شندی ربما من المغاوير أو من الجوير،وهو شاعر مُقِل،ولعل قصيدته اليتيمة هذه مثل الكثير من القصاٸد الشهيرة فی الشعر العربی ولا يكاد يعرف لشاعرها قصيدة غيرها مثل يتيمة دوقلة المنبجی التی يقول فی مطلعها :-
هل بالطلول لساٸل ردُّ،، ام هل لها بتكلمٍ عهدُ.
او يتيمة ابن زريق البغدادی، التی يقول فی مطلعها:-
لا تعذليه فانّ العذل يوجعه قد قلت حقاً ولكن ليس يسمعه.
أو قصيدة سويد إبن أبی كاهل اليشكری التی يقول فی مطلعها:-۔بسطت رابعةُ الحبلَ لنا،، فوصلنا الحبل منها ما اتسع.
-وكذلك يتيمة فضل الله التی يقول فی مطلعها:-
طه المَنُومَسَا فی الكون مُرَيَّسا
مِن قام لُو فی شوال محبوبی دَرْمَسا.
ولربما احتاج بعض السادة القراء الی شرح معانی بعض الكلمات..
-طه:معناها فی النبطية (يارَجُل)كما جاء فی تفسير الطبری لفواتح سورة طه بمعنی قال تعالی مخاطباً رسوله الكريم صلًّ الله عليه وسلم (يارَجُل ما أنزلنا عليك القرآن لتشقیٰ).
-المَنُومَسَا: أی نزل علی رسولنا الكريم صلَّ الله عليه وسلم،الوحیُ من عند الله سبحانه وتعالیٰ، بواسطة سيدنا جبريل عليه السلام وهو الناموس الأكبر.
-مُريَّسا: أی رٸيس للكون،سيد ولد آدم أجمعين صلَّ الله عليه وسلم.
-شوال:أول شهور الحج.
-دَرْمَسَا :الدَّرمسة ضربٌ من مشی الإبل فيه سرعة،قال المادح: النوق إدَّرمَسَنْ فی آخر الليل عرَّسنْ.وقالت المادحة نعمة الشايقية: نساری بيه ونَدَّرمِسُو نشوف رخامو المَمَلَّسُو.
ومن كلمات القصيدة ما ضفرن نِسْعَة،والنِسْعَة:سير او حبل عريض وطويل تُشَدُّ به الرحال،قالت احدی فتيات الشمالية: أكَّان ما بخاف البِشْعة أَدقَّ الدَّهب لِيك نِسْعة. والنسعة حبل الولادة،كما جاء فی قاموس اللهجة العامية فی السودان للبروف عون الشريف قاسم.
وصل الله علی سيدنا محمد وعلی آله وصحبه وسلم.