✍ عزمي عبد الرازق : كارتيلات الذهب

أوَ يُعقل أن تقوم الدولة المعادية للسودان بضخ أموال طائلة في أيدي رجال أعمال كانوا إلى وقت قريب مفلسين، أو ظهروا فجأة، كالنبت الشيطاني، ليدخلوا مجال الاستثمار في التعدين؟ فما يجري في هذا القطاع يثير عاصفة من الأسئلة، ويكشف أن يلادنا قد تصبح مطية لتحالفات كارتيلية خطيرة، بينما يظل الشعب السوداني المسكين محروماً من عائدات هذا المعدن النفيس، بل حتى من عوائد "الكرتة"، ولا يظهر له أي أثر في التنمية أو في الموازنة العامة. وليس خافياً أن الارتفاع المتسارع في أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني يشير بوضوح إلى دخول جهات جديدة في عمليات شراء الذهب وتهريبه، والأخطر أن هذه الجهات توظف تطبيقات التحويلات المالية الشهيرة كقنوات خلفية لإدارة حركة الأموال بعيداً عن الرقابة. وهنا لا بد من صحوة أجهزة الدولة، القانونية والاقتصادية والأمنية، وتشديد الرقابة على حركة الأموال، ومراجعة أي شراكات جديدة في مجال التعدين، مع الأخذ في الاعتبار بيان شعبة مصدري الذهب، حتى لا يتحول هذا المورد السيادي إلى مصدر قوة للأعداء، ومصدر فقر لنا.