✍ د. متوكل أحمد حمد النيل : قلم حر ؛ قوات الجمارك السودانية عين على الإقتصاد وحدود يحرسها أبطال مكافحة التهريب

من الطبيعي و البدهي أن تلعب المؤسسات الشرطية دورًا مهمًا في حماية الأمن والأمان ولكن أن تكون إحدى هذه المؤسسات حافظة للأمن دافعة للاقتصاد وترفد خزينة الدولة فهذا شأن عظيم أختُصت به قوات الجمارك السودانية التي تلعب دورًا محوريًا في حماية الاقتصاد الوطني ومراقبة حركة البضائع عبر الموانئ والمعابر الحدودية، في وقت تتزايد فيه التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه البلاد.
إن الجمارك ليست مجرد جهة لتحصيل الرسوم، بل تمثل خط الدفاع الأول ضد التهريب بأنواعه : عبر الحدود وعبر المستندات وكذلك محاربة السلع الضارة ومكافحة الغش التجاري . فمن خلال مكاتبها المنتشرة في الموانئ البحرية والمطارات والمعابر البرية، تتابع حركة السلع وتعمل على منع دخول البضائع المقلدة أو المخالفة للمواصفات ، كما تسعى لحماية المستهلك من المواد الخطرة وتعزيز الأمن القومي بمنع تهريب الأسلحة والمخدرات بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات الصلة كالمواصفات والمقاييس وحماية المستهلك وغيرها من المؤسسات الأخرى .
اقتصادياً تشكل الرسوم الجمركية موردًا أساسيًا لخزينة الدولة، وتساهم في دعم الخِدمات العامة ، وفي الوقت ذاته تسعى قوات الجمارك إلى تشجيع الإنتاج المحلي عبر فرض رسوم على بعض الواردات التي لها بدائل وطنية، وهو ما يفتح الباب أمام المستثمرين لزيادة الإنتاج والتنافسية ولكن الطريق ليس سهلًا ، فطول الحدود البرية للسودان يجعل عمليات التهريب تحديًا يوميًا، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وتقلبات سعر الصرف ، كما أن ضعف البنية التحتية في بعض المعابر يزيد من صعوبة الرقابة وسرعة الإجراءات.
في مواجهة هذه التحديات، تبنت الجمارك السودانية خطوات إصلاحية أبرزها تطبيق نظام الأسيكودا الإلكتروني لتسريع إجراءات التخليص الجمركي، إلى جانب خطط مستقبلية نحو "الجمارك الذكية" التي تعتمد على التكنولوجيا في تتبع البضائع والحاويات وتسهيل حركة التجارة ، وبين الدور الاقتصادي والرقابي، تظل الجمارك مؤسسة حيوية تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، سواء في أسعار السلع أو في مستوى الأمان داخل البلاد. يجمع المراقبون على أن تطويرها المستمر يمثل مفتاحًا لدعم الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة السودان في حركة التجارة الإقليمية والدولية ولا يخفى على الجميع دورها المجتمعي في مشاركتها الكثير من قضايا وبرامج ومبادرات مجتمعية كثيرة منها مبادرة ترحيل طلاب الشهادة السودانية والعودة الطوعية من جمهورية مصر العربية ودعمها للقوات المسلحة السودانية لحرب معركة الكرامة .