الجمعية السودانية البريطانية تنظم ندوة السلام المستدام في السودان ؛ الفرص والعقبات والتحديات ؛ وجهات نظر سودانية

خاطب السفير بابكر الصديق محمد الأمين رئيس البعثة في لندن ندوة سياسية أقامتها الجمعية السودانية البريطانية، بعنوان "السلام المستدام في السودان: الفرص والعقبات والتحديات ؛ وجهات نظر سودانية"، وذلك بمقر غرفة التجارة العربية البريطانية في لندن.
شارك في الندوة عدد من الأكاديميين والخبراء السودانيين، حيث قدم السفير بابكر الصديق محمد الأمين، ورقة إفتتاحية تناولت التطورات السياسية والأمنية الراهنة في السودان وجهود الدولة لإرساء السلام الدائم كما قدّم كل من د. أسامة أحمد عيدروس أستاذ العلوم السياسية و د. علي عبد الرحيم الأستاذ بجامعة SOAS، و د. خالد التجاني، الباحث في الإقتصاد السياسي والتنمية، أوراقاً علمية متخصصة تناولت أبعاد الصراع وآفاق الحلول الوطنية ، وأدار الندوة البروفسور وولفغانغ ديكرز، الأستاذ المشارك بجامعة ريتشموند الأمريكية الدولية في لندن
تناولت الندوة بالتفصيل الفرص المتاحة لتحقيق السلام المستدام في السودان، من بينها إستعادة الأمن والنظام في معظم الأراضي السودانية عقب تقدم القوات المسلحة السودانية وتحريرها ولايات رئيسية الصمود والوحدة التي أبداها الشعب السوداني في مواجهة جرائم الميليشيات استمرار مؤسسات الدولة الوطنية رغم العدوان الواسع تنامي الإدراك الدولي بأن ميليشيا "قوات الدعم السريع" لا مستقبل شرعي لها في المشهد السياسي السوداني تصاعد الوعي العالمي بدور الجهات الخارجية في تأجيج الحرب.
* خارطة الطريق التي قدمتها حكومة السودان إلى الأمم المتحدة لإنهاء الحرب واستعادة السلام.
وفي المقابل، استعرض المتحدثون العقبات التي تواجه تحقيق السلام المستدام، وأبرزها:
* الرواية المضللة التي تصوّر الحرب كـ"صراع على السلطة" بدلاً من كونها عدواناً خارجياً تشنه ميليشيا اراهبية مدعومة بالمرتزقة الاجانب.
* استمرار الدعم العسكري والسياسي الخارجي للميليشيا، مما يطيل أمد الصراع.
* ازدواجية بعض مواقف المجتمع الدولي التي تغلّب المصالح الاقتصادية على المبادئ القانونية والإنسانية.
* احتكار فئة محدودة لتمثيل المجتمع المدني السوداني وإقصاء القوى الوطنية الحقيقية.
* تطبيق مقاربات دولية عامة لا تراعي الخصوصية السودانية التاريخية والاجتماعية والسياسية.
كما ناقشت الندوة التحديات المستقبلية أمام مسار السلام، من بينها:
* الدمار الواسع الذي خلفته الميليشيا في البنية التحتية والاقتصاد، والحاجة إلى دعم دولي لإعادة الإعمار وتعويض الضحايا.
* التمزق الاجتماعي الناتج عن استخدام الميليشيا لأساليب التحشيد القائم على الهوية.
* حالة الاستقطاب السياسي وفراغ القيادة السياسية، مما يتطلب بروز قيادة وطنية جامعة تحقق تطلعات ثورة ديسمبر 2019 وتعيد الثقة في مؤسسات الدولة.
وفي ختام الندوة، أكد المتحدثون أن السودان يقف اليوم عند مفترق طرق حاسم، وأن السلام الحقيقي لن يتحقق عبر التسويات المفروضة أو استرضاء المعتدين، بل من خلال الحقيقة والعدالة والإرادة الشعبية للسودانيين الذين أثبتوا صمودًا استثنائيًا وإيمانًا راسخًا بسودان موحد، مستقل، وسلمي.
شهدت الندوة حضوراً مميزاً من الدبلوماسيين والأكاديميين والمفكرين البريطانيين والسودانيين، وممثلين لوسائل الإعلام، وعدد من المهتمين بالشأن السوداني، وشكّلت فرصة مهمة لعرض الرؤية السودانية حول مسار السلام والأوضاع الراهنة في السودان.