رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
ملخص المساء الأخباري الجمعة 2025/11/7م مجلس السيادة يهنئ مدير مستشفى النو بمناسبة فوزه بجائزة أورورا الإنسانية لعام 2025م المستشار الثقافي للسفارة السودانية بالقاهرة يشيد بدور وزارة التربية والتعليم بمصر ونهر النيل لإنجاح إمتحانات الشهادة الإبتدائية ✍ عزمي عبد الرازق : الدعم السريع ما بتاع هُدن وإنما متخصصين إبادة جماعية ✍ أم وضاح : الإمارات الخصمُ والحكمُ ؛ الشعب السوداني حدد وجهته فكما خيرته قحت من قبل إما الإطاري أو الحرب فإنه... ✍ بدر الدين الباشا : المخاطرة في عالم كرة القدم السودانية ؛ بين الشغف والإنفاق بلا عائد والي الخرطوم يقف على أعمال لجنة التحقيق في إنتهاكات المليشيا المتمردة فوز مدير مستشفى النو بجائزة أورورا الإنسانية لعام 2025 سلطنة دارفور وإدارة الكوارث والطوارئ التركية يدشنان توزيع الإغاثة علي نازحي دارفور بالبحر الأحمر المؤتمر التنويري لوزارة الثقافة والإعلام يستضيف وزير الموارد البشرية والرعاية الإجتماعية غداً السبت والي النيل الأبيض يبحث ترتيبات إفتتاح عدد من المعابر الحدودية بالولاية مع دولة جنوب السودان إستمرار تدفق النازحين من الفاشر إلى مخيم أزهري بالعفاض

✍ بدر الدين الباشا : المخاطرة في عالم كرة القدم السودانية ؛ بين الشغف والإنفاق بلا عائد

ظللت طويلا أتأمل وأفكر في الأسباب التي تدفع عددا من الأسماء اللامعة ورجال المال في السودان إلى المغامرة والدخول في دهاليز العمل الطوعي داخل الحركة الرياضية، وبالأخص في كرة القدم. فهؤلاء لا يترددون في صرف المليارات من أموالهم واستثماراتهم الخاصة على الأندية، خاصة أندية القمة الهلال والمريخ.

في نادي الهلال على سبيل المثال، تعاقب على الرئاسة رجال أعمال شكلوا نماذج واضحة لهذه الظاهرة: الطيب عبدالله، طه علي البشير، الأمين البرير، صلاح إدريس، الحاج عطا المنان، أشرف سيد أحمد الكاردينال، هشام السوباط، ومحمد إبراهيم العليقي. كل هؤلاء أنفقوا بلا حدود، لكن المدهش أنهم لم يكونوا ينتظرون أرباحاً مالية، وهو ما يثير سؤالاً جوهرياً: ما الذي يدفع إنساناً لصرف المليارات يومياً على كرة القدم دون أي مردود مادي؟

هذا الأمر في غاية الخطورة، لأن المخاطرة المالية في هذا المجال كبيرة جداً، خصوصاً إذا كان المستثمر لا يمتلك خبرة كافية في المجال الرياضي أو لا يملك استراتيجية واضحة لإدارة الإنفاق والاستثمار. كرة القدم من أكثر المجالات جذباً للاستثمار حول العالم، فهي صناعة ضخمة تقوم على جماهيرية لا مثيل لها، وقد تدر أرباحاً خيالية، لكنها أيضاً حقل مليء بالمخاطر؛ فنتائجها متقلبة والعوائد غير مضمونة. فقد يفوز النادي اليوم ببطولة ويخسر غداً كل شيء، بل قد تؤدي التغييرات الإدارية أو الأزمات الاقتصادية والسياسية إلى انهيار كامل لمشروع رياضي كلف الملايين.

الإنفاق الكبير على التعاقدات ورواتب اللاعبين والمدربين وتطوير المنشآت لا يعني بالضرورة تحقيق أرباح، بل كثيراً ما تنتهي هذه الجهود إلى تراكم الديون والخسائر في ظل غياب نظم احترافية واضحة أو عوائد تجارية مستقرة من البث والرعاية والتسويق.

ولكي يحقق النادي النجاح في هذا العالم المتقلب، لا بد من وجود استراتيجية متكاملة تشمل التخطيط المالي المحكم، والاستثمار في المواهب الشابة، وبناء البنية التحتية المستدامة، إلى جانب رؤية واضحة للتطوير الإداري والتجاري. ففكرة القدم ليست مجرد لعبة، بل صناعة اقتصادية ضخمة تحتاج إلى عقلية استثمارية واعية وإدارة رشيدة توازن بين الشغف والربحية.

الدخول إلى عالم كرة القدم مغامرة كبرى، قد تفتح أبواب المجد والشهرة، لكنها أيضاً قد تكون طريقاً إلى الخسارة والانكسار المالي. فمن أراد أن يخوض هذه التجربة عليه أن يدرك حجم المخاطر، ويضع خطة واضحة ومستقبلية، حتى لا يتحول الشغف إلى نزيف لا نهاية له.