رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
ملخص المساء الأخباري الخميس 2025/11/6م هدنة سيئة النوايا : مليشيا الدعم السريع الإرهابية بين خطاب السلام وواقع جرائمها ضد الإنسانية تشكيل لجنة الإستنفار والمقاومة الشعبية بنهر النيل لجنة أمن ولاية الخرطوم : الإستمرار في ضبط الوجود الأجنبي وأشادة بجهود ضبط المتعاونين والاسلحة والمخدرات والعربات المخالفة لقوانين المرور ✍ د. ماجد السر عثمان : مراسي ؛ وميض الفكرة ✍ عبدالماجد عبدالحميد : مليار حق للحصول علي أحدث ترسانات السلاح لحماية بلادنا والي البحر الأحمر يتفقد جامعة الولاية ويؤكد دعم الحكومة لتطوير التعليم العالي مدير عام كهرباء السودان يتفقد قطاع الكهرباء بولاية الخرطوم صحة الخرطوم تتعهد بإستكمال الخدمات الصحية بمستشفى أم ضواً بان والي الخرطوم متفقدا المجلس الأعلى للشباب والرياضة : المليشيا تنفذ مخططات أجنبية لتدمير البني التحتية بالبلاد والي الخرطوم يتفقد المرافق الخدمية بحي المزاد ببحري حكومة الأمل تؤكد أهمية الربط الشبكي بين الوزارات وتنفيذ برامج التحول الرقمي بمؤسسات الدولة

هدنة سيئة النوايا : مليشيا الدعم السريع الإرهابية بين خطاب السلام وواقع جرائمها ضد الإنسانية

خاص : رؤية جديدة

أعلنت مليشيا الدعم السريع، في بيان جديد، موافقتها على الدخول في "هدنة إنسانية" طرحتها دول الرباعية، وقالت إنها تتطلع إلى تطبيق الاتفاق والشروع في مناقشة ترتيبات وقف العدائيات، معربة عن شكرها وامتنانها لما وصفته بـ"الجهود الصادقة والمكثفة" التي تبذلها دول الرباعية.

غير أن هذه التصريحات، التي جاءت في صياغة دبلوماسية ناعمة، تثير تساؤلات جدية حول مصداقيتها، في ضوء سجل المليشيا الإرهابية الدموي وجرائمها ضد الأبرياء وانتهاكاتها المتكررة لقرارات المجتمع الدولي، بداية بإعلان جدة وآخرها ما حدث في مدينة الفاشر.

سجل من الوعود الكذوبة

ليست هذه المرة الأولى التي تبدي فيها المليشيا قبولها بمبادرات السلام والهدنة. فمنذ اندلاع الحرب، دأبت على استخدام لغة "القبول والترحيب" كلما صدر طرح دولي، قبل أن تعود سريعا إلى الميدان لمواصلة جرائمها ضد المدنيين العزّل وتنفيذ مخططات داعميها.

وقد تجلى ذلك بوضوح عند توقيعها إعلان جدة في بداية الحرب وكذلك عقب قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بفكّ الحصار عن مدينة الفاشر، إذ وسعت المليشيا عملياتها العسكرية في عدة ولايات عقب توقيعها على إعلان جدة، بينما سارعت المليشيا عند صدور قرار فك حصار الفاشر لإعلان "التزامها الكامل بالقرار"، لكنها لم تنفذه أيضا، بل شددت الحصار أكثر، ثم اجتاحت المدينة، لتسجّل واحدة من أفظع الجرائم في تاريخ العالم.

إن ما حدث في الفاشر يكشف بوضوح أن المليشيا تتخذ من لغة الهدنة غطاء مؤقتا لإعادة ترتيب قواتها وإعادة تموضعها ميدانيا.

هدنة لتقطيع الوقت لا لإنهاء الحرب

ويرى مراقبون أن إعلان المليشيا قبولها بالهدنة ليس سوى محاولة لكسب الوقت لإعادة تموضع قواتها وتشوينها.

فالهدنة في مفهومها الحقيقي هي وسيلة لإنقاذ المدنيين وتهيئة بيئة للحوار، لكن في مفهوم مليشيا الدعم السريع الإرهابية تبدو أقرب إلى هدنة تكتيكية، تستغلها لترتيب الصفوف وتثبيت نفوذها في المناطق التي تسيطر عليها.

كما أن تكرارها الحديث عن "الجهود الصادقة لدول الرباعية" يعكس رغبة في كسب التعاطف الخارجي، لا سيما من داعميها داخل هذه المنظومة الدولية.

ويشير بعض المراقبين إلى أن الإشادة العلنية المتكررة بالرباعية ليست بريئة، بل تهدف إلى تقوية النفوذ السياسي للإمارات داعمها الرئيس داخل هذا التكتل، في ما يشبه عملية تماهي محسوبة بين الميدان والدبلوماسية.

تبرئة الذات.. وطمس الجريمة

ومن الملاحظ أن المليشيا الإرهابية تستخدم لغة إعلامية دقيقة في بياناتها، تسعى من خلالها إلى الظهور بمظهر "القوة المنضبطة والمسؤولة"، بينما تخفي خلف تلك اللغة سجلا مثقلا بالمجازر والانتهاكات وجرائم الحرب.

ففي الوقت الذي تتحدث فيه عن "هدنة إنسانية"، لا تزال التقارير الإنسانية تؤكد استمرار الاعتداءات على المدنيين في مناطق دارفور، والانتهاكات الواسعة ضد النساء والأطفال، ونهب الممتلكات العامة والخاصة.

هذه الأفعال المتكررة تكشف أن المليشيا الإرهابية لا تبحث عن السلام بقدر ما تبحث عن الشرعية أمام المجتمع الدولي، متبعة سياسة "ادعاء البراءة ثم العودة إلى الفعل ذاته".

دبلوماسية الصوت الواحد

وفي المشهد السياسي الموازي، تبرز أصوات بعض القوى المنضوية في ما يُعرف بـتحالف صمود، والتي تساند خطاب المليشيا وتبرر سلوكها الميداني والإعلامي.

ويصف محللون هذا التوافق بأنه "أوركسترا متقنة"، تتقاسم فيها المليشيا وحلفاؤها الأدوار: فبينما ترفع البيانات العسكرية شعار الهدنة والسلام، تتولى القوى السياسية الموالية مهمة التجميل والتبرير، في مسرحية باتت مكشوفة لدى الرأي العام المحلي والدولي.

الهدنة الحقيقية تبدأ بتحقيق العدالة

إن أي حديث عن هدنة أو وقفٍ للعدائيات يفقد معناه عندما تواصل مليشيا الدعم السريع الإرهابية ارتكاب المجازر بحق الأبرياء دون مساءلة أو محاسبة.

فما لم تقدم العدالة لضحاياها في كل ربوع السودان، فإن كل بيان جديد منها سيبقى مجرّد حلقة في سلسلة البيانات التي تقال للعالم، بينما تخفي خلفه استعدادها لتنفيذ جرائم ضد الإنسانية لا تعرف الرحمة.