✍ راشد عبد الرحيم : إشارات ؛ هدم الهدنة
الحديث عن الهدنة إكتنفه شي غير قليل من الغموض المقصود والتوجيه الخاطئ من قبل من يتولون شأن الرباعية ، وهي الولايات المتحدة ومبعوثها مسعد بولس ، وكذا الدعم السريع وصمود ، وكلا من هذه الأطراف لها أهدافها الخاصة بها .
الهدنة تعني توقف لأمد محدود عن القتال لإنجاز مهمة ، ولكن هؤلاء صوروها وكأنها إتفاق لوقف الحرب ، في وقت يخططون فيه لتحقيق مكاسب للتمرد وحليفه صمود .
أمريكا تسعي لتكسب من ذلك نفاذا وسيطرة علي او في السودان ، ولتكسب أيضا لرئيسها المتطلع للجوائز ما يرضي غروره وتطلعه .
صمود تسعي لأن تحسن من صورتها ، وتجد مدخلا لها في مستقبل العمل السياسي في البلاد .
الدعم السريع فشل في تشكيل حكومة له في نيالا ، وفشل في تجاوز آثار ما قامت به قواته في الفاشر .
إجتماع مجلس الأمن والدفاع جاء وهو يحمل رسالة مكتملة لا تجعل من سبيل لمن يقول أن الرئيس البرهان تخلف عن الإجتماع لأنه يريد الهدنة ، ولا لمن يقول أن هنالك خلافا في قيادة الجيش علي الهدنة ، وجاء الإجتماع مكتملا بكل العضوية ومجمعا علي القرارت التي إتخذها وبها تم رفض الهدنة ، وأضاف الإجتماع قرارا يزيد الأمر وضوحا بأن تستمرار جهود الإستنفار والتعبئة حتي هزيمة التمرد .
موقف واضح لا مزيد فيه لمستفيد .
لم يكن مناسبا من البداية ان يوافق السودان علي الدخول في مسعي للرباعية تقوده الولايات المتحدة ، لأنها أكدت مرارا أنها دولة متراجعة ، وما يهمنا في هذا الأمر أنها أوكلت أمرنا لمن لا خبرة له في التفاوض ولا العلاقات الدولية ، ولاول مرة يدخل في شأن لتحقيق سلام في عالم ، هو بعيد عنه وقضايا هو غريب عليها .
رجل خبرته تجارة السيارات القديمة والقربي من رئيس دولته ، وصلة النسب بينهما .
أصبحت الرئاسة الأمريكية متخلفة وكأنها في دولة متخلفة تحكم بالقوة والمنعة ، ويختار الحاكم مساعديه من الأسره فيوكل المهام الجسام لإبنه وإبنته ونسيبه وأصدقائه .
وساطة الولايات المتحدة في شأن التفاوض وهي بهذا التردي تشكل سببا كافيا لرفض أي عمل تقوم به .
علي السودان التقدم خطوات في طريق أصبح واضحا ، وعلينا ان نكمل خطوة هدم الهدنة التي سار فيها مجلس الأمن والدفاع .
إن الأهم لنا حاليا أن نستفيد بأقصي ما يمكن من الوقفة الدولية والعالمية معنا بعد أحداث الفاشر ، وأن لا نضيعها بسبب عجز وتكاسل عن مواصلة العمل بربط الأصدقاء الجدد وخلق علاقة تجعلهم علي صلة مستمرة بنا وبقضايانا ، وأن نضع خططا و برامج لربطهم بنا سواء بالزيارات للسودان او بإعداد قنوات تواصل مستمر بالمعلومات .
تحركت السفارات السودانية حركة واسعة والتحديات التي نواجهها يجب أن تجعل من جهدها وعملها فعلا مستمرا وليس موسميا .
القضية أمامنا اليوم واضحة أن السلام المنشود لا يكون إلا بهزيمة التمرد وتسليمه لعتاده العسكري وخروجه من المدن والمواقع التي سيطر عليها .
قد نواجه عهدا وزمان شدة لقوة ما إتخذناه من مواقف ومع علمنا بتبعات قرارتنا ، فلا بد أن نكون علي يقين أننا قادرون علي دفع ثمن النصر ونظافة البلاد كلها من التمرد .


