✍ آمنة السيدح : تنظير ؛ الله يفشل مقاصدك
بعد أحداث ١١ سبتمبر أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أن كل العالم أصبح هدفا لها، وأن كل من أو ما يهدد أمنها القومي يكون هدفا مشروعا بالنسبة لها، والآن هي تقف لتلعب دور الوسيط في حرب لو كانت تريد إنهائها لتدخلت منذ بدايتها، ولكنها كانت تشاهد الحرب في السودان وتتفرج على كل ما يحدث من فظائع وهي لا تفعل شيئا غير إصدار قرارات تشير بوضوح إنها تساوي بين الطرفين، فكيف لدولة تستحل لنفسها ضرب كل من يهدد أمنها القومي في كل مكان تأتي لتجبر السودان على مصالحة مع من خرج على الدولة، وأول ما أراد فعله هو قتل رأس الدولة والجميع يعلم ما حدث بعد ذلك،
فماذا حدث بعد ذلك، وإذا كان قلبها على السودان فلماذا تحاصره حتى الان؟ ولماذا لم تكف أذاها عنه؟.
سادتي إن ما يقوم به المبعوث الأمريكي بولس أظن أنه يقود للفتنة بين الحكومة والشعب وإحداث هرج ومرج تقل معه المصداقية والثقة أو تنعدم، وهو المطلوب طبعا، وهذا ما تحاول أمريكا جر الجميع إليه وإلا لماذا تصر على الرباعية؟ وهي تعلم أن الشعب السودان لن يقبل بأن تكون الدولة التي تدعم المليشيا المتمردة أحد ركائز الرباعية.
سادتي حتى إذا كان عنوان التدخل الحالي المساعدات الإنسانية لأهل الفاشر، فأين كانت وكان العالم عندما كانت الفاشر محاصرة تعاني الأمرين؟ وأين هي الآن من كل المدن المحاصرة في دارفور وكردفان شمالا وجنوبا وغرب؟ لماذا التدخل بعد أن حدث ما حدث، واكل الطير العيش؟ لماذا تجاهلت ما حدث في كل السودان؟ الأمر غريب فعلا، والسؤال الآن إذا كانت أمريكا تريد إصلاحا فعلا وسلاما في السودان هل تتدخل بهذه الطريقة؟ وثصر في هذا التوقيت الحرج وقلب الجميع مكسور ويعتصرهم الألم كيف تقول هدنة؟.
سادتي أعتقد أن الأمر يتخطى الهدنة، أو حتى السلام في السودان، وظني أن القصة أكبر من ذلك؛ وهو ضرب إسفين بين قيادة الجيش والشعب الذي يحترمها وينتظر منها الكثير، لأن الجيش صمام أمانه.
فإحذروا أيها السادة، إحذروا من التسريبات التي إنتشرت في توقيت مريب في كل وسائل الاعلام التقليدية والحديثة والتي تتحدث عن المفاوضات بين الجيش والمليشيا بأمريكا، والتسريبات والحديث عن الهدنة، كل ذلك أمر مدبر من غرف المليشيا وداعميها لخلق ضغط على الجيش السوداني ولزعزعت ثقة الشعب فيه، مما جعل الحكومة ومنذ ذلك الحين تصدر بيانا للنفي في كل يوم، أما الآن فقد قطع مجلس الأمن والدفاع قول كل خطيب فلا تفاوض ولا هدنة إلا وفق شروطه المعلنة، فإنتبهوا أيها السادة.


