رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
ملخص المساء الأخباري الثلاثاء 2025/11/4م برئاسة البرهان ؛ مجلس الأمن والدفاع يعقد جلسة طارئة بولاية الخرطوم ✍ الهندي عز الدين : ليس هناك هدنة بل تعبئة عامة وإستنفار للشعب لمواجهة عدوان الجنجويد ودويلة الشر محلية أم روابة وديوان الزكاة والغرفة التجارية يواصلون قوافل إسناد القوات المسلحة مسيرة للطلاب بكوستي دعماً للقوات المسلحة حكومة القضارف وبنك أم درمان الوطني يتفقان على تنفيذ المشروعات التنموية والخدمية جماهير تندلتي تندد بإنتهاكات وجرائم الدعم السريع وتعلن تضامنها مع مواطني الفاشر والي نهر النيل يفتتح عدداً من المصانع بمحلية بربر المجلس الطبي السوداني يقيم إمتحان ممارسة المهنة للأطباء الصين تدين الأعمال التي ألحقت أضراراً بالمدنيين في السودان مندوب السودان الدائم لدى الإتحاد الأفريقي يدعو الإتحاد لتجفيف منابع دعم المليشيا وتصنيفها ككيان إرهابي السيناتور بالبرلمان الأسترالي ليديا ثورب تعلن تضامنها مع الشعب السوداني وتطالب بفرض عقوبات على الأمارات

العالم ليس أصما بل متواطئ في حرب السودان

عندما استيقظ السودانيون صبيحة الخامس عشر من أبريل 2023 على صوت الرصاص والمدافع وتصاعد أعمدة الدخان نتيجة اندلاع قتال بدأ لعامة الناس كأنه محدود بين مليشيا الدعم السريع والجيش، لم يأتي في مخيلتهم أن هذا الإقتتال سيتحول مع الأيام لأسوأ حرب شهدتها البلاد في تاريخها الحديث، بل تكاد تكون الأسوأ بين الحروب في العالم من حيث الإنتهاكات وجرائم الإبادة والإغتصاب والنهب الموجهة نحو المدنيين الأبرياء.

فقد تحول الهدف من السيطرة على الدولة إلى إبادة الشعب.

فشل المخطط

حرب تحولت أهدافها وتشكل إستهدافها وتلونت عناوينها خلال ما يقرب من ثلاثة أعوام، تجاذبت عناوين الأخبار أسباب إندلاعها مع ساعاتها وأيامها الأولى لكن سرعان ما تكشف للجميع أن سببها الرئيسي هو تحرك مليشيا الدعم السريع للإستيلاء على السلطة في البلاد بمباركة قوى سياسية محدودة ووفق مخطط أقليمي وبضوء أخضر دولي.

لم تمضي الشهور الأولى من الحرب حتى بدأ جليا إنقسام واضح وصريح بين جميع مكونات الدولة فاغلبية الشعب الساحقة والقوى السياسية الوطنية والمكونات المدنية وقفت لجانب الجيش الوطني في دفاعه عن البلاد باعتباره عمودها الفقري القومي الذي طالما قدم التضحيات في مواجهة الاستهداف الذي لم ينقطع طول عمر البلاد، فيما اختارت المليشيا التي قادت التمرد أن تتوارى خلف مكونها القبلي الجهوي المناطقي، وعملت بعض القوى السياسية المرتهنة للمخطط على دعهما سياسيا.

أما دوليا فقط تشكلت تحالفات حسب المصالح تجاه الحرب، فقادت الإمارات معسكر دعم المليشيا لوجستيا واستمالت إليها دولا مثل تشاد وكينيا وجنوب السودان وحتى أثيوبيا وحليف الإمارات في ليبيا حفتر، فيما ساندت دولا أخرى مؤسسات الدولة الشرعية، كل هذا والعالم ينظر ويرى ويعلم أدق التفاصيل عن هذه الحرب. والتي بعد أن فشلت في تحقيق الهدف الأساسي وهو السيطرة على الحكم بضربة خاطفة تحولت لحرب ضد الشعب والدولة ومؤسساتها والبنى التحتية بل حتى التاريخ والهوية، كأنها عمدت لمحو السودان من ذاكرة تاريخ العالم.

دعم دولي صريح لانفاذ المخطط

ونأتي في هذا السياق للإنكار الذي ظلت تعلنه الإمارات، بينما تكذب كل الوقائع والمعطيات والأدلة والبراهين إنكارها، بداية بحركة الطيران الكثيفة بين الإمارات ودول جوار السودان، ومرورا بالسلاح الإماراتي في ساحة الحرب، والتخطيط والدعم الاستخباراتي المصحوب بتقنيات عالية تستخدم الاقمار الصناعية، وختاما بالضحايا الاماراتيين الذين سقطوا قتلى في أرض السودان.

أما دول جوار السودان فقد أسقطت التقارير والأحداث ورقة التوت التي كانت تواري سوأتها، ليظهر للعلن تهريب السلاح للمليشيا عبر الحدود المشتركة بين هذه الدول والسودان، وتجنيد المرتزقة للقتال في صفوف مليشيا الدعم السريع الإرهابية، بل حتى إخلاء الجرحى الذي يتم لجنودها في مستشفيات عجزوا عن مداراتها بعد أن ضاقت بهم مستشفيات الإمارات، فخصصت مستشفيات الإمارات لأصحاب الرفعة والمكانة القبلية في المليشيا، وتركت مستشفيات الجوار السوداني للصف الثاني من جنود المليشيا، فيما أهمل الباقين ليتم علاجه داخل مناطق سيطرتها في السودان وذلك حسبما ورد في العديد من مقاطع الفيديو التي بثها منسوبيها في مواقع التواصل الاجتماعي، وتم هذا التقسيم على أساس إثني بحت حسب أفاداتهم.

مشاركة دولية في الحرب

ثم نأتي للتواطؤ الدولي الذي أمد هذه الحرب بالسلاح، ففاقم من كارثتها الانسانية، حيث تم استخدام هذا السلاح مباشرة لقتل المدنيين الذين يشكلون اليوم النسبة الأعلى في ضحايا الحرب.

السلاح الأمريكي والبريطاني وغيره من السلاح المستجلب من دول عظمى أخرى حسبما أفادت تقارير صحفية دولية وظهر في ساحات المعارك بكثافة ليست عادية، مما يعني أن كميته كبيرة يصعب إخفاء ترحيله وشحنه لساحة المعرك، فهل تجهل أمريكا أو بريطانيا أن السلاح الذي تسلمه للإمارات يتم تحويله مباشرة لمليشيا الدعم السريع؟! واهم من يظن أنهم لا يقوم بذلك عن عمد ورغبة منهم في تحقيق نتائج بعينها من هذه الحرب، وأبرز تلك الرغبات والأهداف: محو وجود شعب باكمله عن الوجود وإستلام أرضه بخيراتها وكنوزها، نعم هي رغبة دولية وإلا فكيف يرى العالم أن قرارات مؤسساته الدولية تمرغها المليشيا الإرهابية في التراب ولا يتحرك؟ وكيف يتم شحن الأسلحة منه للإمارات ومنها لاأيدي مليشيا الدعم السريع الارهابية المتعطشة للدماء ولا يحاسب ولا يسأل الإمارات عن فعلتها؟!، إنها مباركة دولية لما يجري ضد السودان وشعبه بأيادي آثمة ستعلم عما قريب أي منقلب سينقلبون.

ما يجري في السودان ليس مجرد حرب بين الدولة ومليشيا إرهابية متمردة عليها وعلى الشعب، بل هو مأساة دولية تعكس الوجه الحقيقي للإستهداف العالمي للشعوب والدول الضعيفة، ويكفي من دليل ما قاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوضوحٍ:

"نحن نعلم هدفكم، ونعلم من يقف وراء الدم في السودان." فمن في العالم لا يعلم؟!!

كما يعكس كل ما يجري في السودان ضعف المنظومة الحقوقية والإنسانية العالمية في كبح آلة القتل والدعم الخارجي لها. وإنّ استمرار تدفّق الأسلحة تحت بصر وسمع المؤسسات الأممية يكاد ينذر بتهديد السلم الدولي وبتحول العالم لقانون الغاب، لان العالم الآن أصبح شريكاً فعلياً ومتواطئاً فيما يجري في السودان بتسليح هذه المليشيا الإرهابية ومن لم يشارك بالسلاح شارك بصمته.