رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
ملخص المساء الأخباري الجمعة 2025/6/27م مفوضية العون الإنساني بسنار تتسلم مساعدات غذائية لـ24 ألف أسرة ✍ بدرالدين الباشا : الميثاق الأولمبي والواقع المؤلم لكرة القدم السودانية المدير العام لوزارة الصحة يستعرض الانتهاكات المريعة لمليشيا آل دقلو في القطاع الصحي بشمال دارفور حضور قوي للسودان في إجتماعات المنظمة الأفريقية للتقييس بزنجبار صحة الجزيرة تتفقد مراكز غسيل الكلى بشرق الجزيرة وفد أممي يزور مخزن الدواء الدائري بالخرطوم ويعلن دعمه لإعادة تأهيله وتشغيله الصحة بنهر النيل تدشن صندوق الإسعاف الصحي لمراكز إمتحانات الشهادة السودانية ✍ أحلام محمد الفكي : السودان ؛ هجرةٌ قسريةٌ ونداءٌ للصمود في وجه المحن (2) والي النيل الأبيض يستقبل قافلة جهاز المخابرات العامة لدعم ولاية النيل الأبيض والي الخرطوم يتفقد العمل في تأهيل محطات الكهرباء والي النيل الأبيض يتفقد طلاب دارفور الجالسين لامتحانات الشهادة الثانوية 2024 بالنيل الأبيض

”مكي المغربي” يكتب: أجندة بريليو‼️

مكي المغربي
مكي المغربي

من جهة، أنا سعيد جداً أنه قد انتهت للأبد حقبة فولكر والمرتشين الأوربيين، وجون قودفري و إيجار الامارات للرباعية الباطن، ولكن من جهة أخرى من المحبط أن بعضاً مِن أبناء السودان لا يزالون يراهنون على الخارج ويتجاهلون شعبهم، وسيخسرون الاثنين معاً.

الآن نحن في مرحلة جديدة، فالمبعوث الأمريكي توم بريليو يمارس السياسة الأمريكية (كما يقول الكتاب) ولا يوجد أي طرف مستفيد منه دون شروط وطلبات تزداد عليه كل يوم، حتى الإمارات، مخطيء من يظن أنه معها ضد السودان، هو يستخدم (الرفض السوداني) ليثبت لها أنها لولا النفوذ الأمريكي فهي دولة منبوذة وفاشلة ومدانة وعليها أن تدفع أكثر لحمايتها من المحاسبة ولضمان فرضها على السودان مجددا، وهو يريد أن يثبت للسودان أن الملعب الدولي تحت يده وبمقدور أمريكا جر الأمور للتدخل الدولي في حال عدم إذعان السودان لأوامره بقبول الإمارات، تمهيداً لسحب الشكوى ضدها أو تجميدها وإيقاف القضايا، وبالتالي التحول من بند التعويضات عن الأضرار إلى الدعم والإغاثة.

من جهة أخرى، تمارس أمريكا المكر مع روسيا في ملف السودان، باغراء السودان حتى يصرف النظر أو يتعهد بالإبطاء، وبالزام الإمارات استغلال علاقتها مع روسيا لتثبيطها من الاتفاق مع السودان، وهذه حقيقة بسبب العقوبات البنكية الدولية ووجود (فتحة تنفيس) لروسيا في أسواق الأمارات ونظامها المصرفي، وبالرغم من الجعجعة بالعقوبات على الإمارات لمخالفاتها في التعامل مع روسيا (الغرض الحقيقي هو المراقبة والتحكم وليس الحظر الكامل).

خطوة بخطوة يرغب توم بيرليو أن يحدث هذا (التدويخ) مع الداخل السوداني، ليجعل شرعية الحكومة مرتبطة برصيدها في أمريكا، ويجعل وجود المليشيا من عدمه رهين بتصريحاته وجوداً وعدماً. أيضاً هو يطلق كلمة مدنيين للضغط على العسكريين ولا يحدد مَن هم المدنيين كما ترغب قحت والإمارات، ويصرح برفض الشعب السوداني عودة النظام السابق ولكنه يتفادى الحديث عن الوصف الآيدولوجي المحدد لهم كلما اجتهدت الطرف في استنطاقه وجرجرته. وفي حقيقة الأمر هو متواصل مع الجميع ، ومن يلومه على ذلك؟ طالما فشل أي طرف في إنهاء وجود الآخر.

بالمناسبة هو ليس ثعلب مخادع ولا رجل مغرور.. هذه سياسات أمريكية مستقرة منذ الأربعينات، وكل فترة يجري تحديثها، وهذا سلوك أمريكي في التفاوض أُلِّفَت فيه كُتُب، أشهرها ما جمعه رتشارد سولومون ونايجل كويني، ثم أقبل علي كل هذه السياسات والقواعد جون ميرشايمر فجعلها هباءاً منثورا.

وكل ما قيل عن الخطوات الأمريكية المعقدة والذكية لا يعني أن توم سينجح فالمهارة الشخصية ليست كافية.. الواقع يشهد بفشل أمريكا وتمدد روسيا والصين في أفريقيا، لأنهم درسوا كل هذه السياسات وطوروا الترياق المضاد لها.