رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
عبدالمنان أبكر عمر... يكتب : فشل مشروع آل دقلو في السودان... سيناريوهات المرحلة القادمة د. عمر كابو... يكتب :كلما زادت الإحن : ازددنا صلابة اللواء (م) مازن محمد إسماعيل... يكتب :إنَّمَا تَعبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوثَـٰنا وَتَخلُقُونَ إِفكًا د. أبوالقاسم محمد نور خليفة... يكتب :رسالة في بريد مجلس الحج والعمرة...!! ندوة شبكة الإعلاميين السودانيين بالخارج ... ”صرخة من السودان ” حين صمت العالم...!! شبكة الإعلاميين السودانيين بالخارج تنظم غدا السبت ندوة اعلامية وحقوقية لكشف جرائم وانتهاكات مليشيا الدعم السريع الاعيسر : السودان دولة قوية بشعبه، وقواته المسلحة، وعلى المخذلين أن يراجعوا كتب التاريخ بوتين يهني الروس بالذكرى الـ80 للنصر الاتحاد العام للصحفيين السودانيين يدين الاعتداء علي مدينة بورتسودان ومدن اخري الإيغاد تدين هجمات الطائرات المسيرة على البنية التحتية المدنية عضو اللجنة القانونية للدعاوى الدولية بوزارة العدل مولانا معتصم السنوسي :هذي أسباب شطب دعوى السودان فى محكمة العدل الدولية (....) مجزرة مدينة النهود ... جرائم جديدة في سجل انتهاكات المليشيا

عبدالمنان أبكر عمر... يكتب : فشل مشروع آل دقلو في السودان... سيناريوهات المرحلة القادمة

عبدالمنان أبكر
عبدالمنان أبكر


تشير التطورات الميدانية داخل السودان إلى جانب التحركات الدبلوماسية المحيطة بالأزمة إلى أن مشروع السيطرة على السودان الذي تقوده الإمارات نيابة عن قوى صهيو-ماسونية دولية قد وصل إلى نهايته وفشل في تحقيق أهدافه. منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 اعتمد المشروع على مليشيات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) لتنفيذ مخطط السيطرة الكاملة على السلطة في السودان.
رغم النجاحات الأولية التي حققتها المليشيا في السيطرة على أجزاء واسعة من دارفور ووسط السودان وبعض مناطق الشرق إلا أن الجيش السوداني تمكّن من امتصاص الصدمة وبدأ في استعادة زمام المبادرة. فخلال الأشهر الأخيرة تمكن الجيش من تحرير مناطق استراتيجية في شرق ووسط الخرطوم ما أجبر المليشيا على التراجع غرباً في محاولة لترسيخ سيطرتها على إقليم دارفور بغية إعلان حكومة موازية هناك والحصول على اعتراف خارجي تمهيداً للعودة للسيطرة على البلاد. لكن هذه الخطة أُفشلت بشكل حاسم إذ شنّ الجيش غارات جوية مركّزة على مراكز تجمعات مليشيات الدعم السريع ومخازن أسلحته في نيالا والجنينة أدّت إلى تدمير معظم القدرات العسكرية التي وفرتها الإمارات للمليشيا. هذه الضربات تسببت في حالة من الفوضى والهلع داخل صفوف المليشيا وبيئتها الحاضنة ما دفع العديد من قياداتها وأسرهم إلى الهروب خارج البلاد.
في رد فعل على فشل المخطط شنت الإمارات (عبر الدعم التقني للمليشيا) هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ موجهة استهدفت مؤسسات مدنية في مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة وعدد من المدن الآمنة. ورغم ذلك لم تؤثر هذه الهجمات على سير العمليات العسكرية حيث واصل الجيش تقدمه عبر (متحرك الصياد) نحو غرب السودان وحرّر مدينتي الخوي والنهود في كردفان كما أحرز تقدماً نوعياً في محور جنوب أم درمان مُكبِّداً المليشيا خسائر فادحة حول منطقة جامعة امدرمان الإسلامية وصالحة.
الموقف الدولي بدأ يشهد تحوّلاً ملحوظاً حيث صدرت إدانات واضحة لانتهاكات المليشيا خصوصاً استهدافها للمدنيين والمؤسسات المدنية بالطائرات المسيّرة من قبل دول أوروبية ومنظمات أممية. هذا يشير إلى تغيّر في المزاج الدولي تجاه المليشيا وداعميها وقد يمهد لعزلها دبلوماسياً وفرض عقوبات على داعميها الإقليميين.
من السيناريوهات المحتملة للمرحلة القادمة نزوح مكونات القبلية (العربية) الحاضنة للمليشيا في ظل الجرائم التي ارتكبتها مليشيات آل دقلو بحق المدنيين خاصة في دارفور من الصعب تصور إمكانية تعايش مع المكونات الزنجية المتضررة من الحرب ما قد يدفع بعض هذه القبائل إلى البحث عن ملاذات آمنة في دول الجوار. قد تحاول دولة الإمارات نقل المشروع إلى دولة مجاورة بعد فشلها في السودان قد تسعى إلى تنفيذ مشروع مشابه في إحدى دول الجوار (مثل تشاد أو إفريقيا الوسطى أو حتى شرق ليبيا)، لتكوين موطئ قدم جديد يُستخدم لاحقاً كمنصة للعودة إلى السودان عسكرياً أو سياسياً. كما نتوقع انقسام داخل مليشيات الدعم السريع. قد يشهد ما تبقى من الدعم السريع انقسامات داخلية بين جناح يسعى للاستسلام او التفاوض وتسوية وآخر مدفوع من الخارج للاستمرار في القتال مما يضعف فعاليته الميدانية أكثر. قد تلجأ الإمارات الى تصعيد إقليمي أو مواجهة مباشرة. إذا شعرت الإمارات أن مصالحها على وشك الانهيار بشكل كامل في السودان فقد تلجأ إلى التصعيد المباشر أو غير المباشر عبر أطراف ثالثة مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.
المؤشرات جميعها تؤكد فشل المشروع الإماراتي-الماسوني في السودان وفقدان المليشيا القدرة على الحسم أو الصمود. ومع تزايد الاعتراف الدولي بمشروعية الجيش السوداني في حربه ضد التمرد يبدو أن البلاد تتجه إلى مرحلة جديدة من إعادة التوازن رغم التحديات الضخمة. إلا أن الحذر مطلوب فالعدو لم يستسلم بعد ويجري البحث عن طرق بديلة للعودة إلى الساحة من بوابات جديدة.