رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
ملخص المساء الأخباري الثلاثاء 2025/9/30م ✍ الهندي عزالدين : التحية لجيشنا العظيم ومنظومة الصناعات الدفاعية ✍ عبدالماجد عبدالحميد : خسائر مليشيات التمرد تتوالى في الفاشر عضو مجلس السيادة د. سلمى تتسلم توصيات ملتقى إتحاد المرأة السودانية ✍ أم وضاح : بارا ليست كل المد ولا نهاية الحد مناوي : إستهداف المليشيا لمركز إيواء النازحين في الفاشر جريمة جديدة تضاف إلى سجلها الدموي وزير العدل يؤكد أهمية عكس جهود الدولة في مكافحة جريمة الإتجار بالبشر ✍ عزمي عبد الرازق : منصات التشويش إلى رماد ؛ تحول نوعي في معركة الفاشر وزير الطاقة يبحث مع سفير الصين بالسودان التعاون مع في قطاعي النفط والكهرباء وإعادة إعمار مادمرته الحرب ✍ د. محمد عثمان عوض الله : قراءة في حديث عضو السيادي السابق محمد الفكي سليمان لقناة الجزيرة والي سنار يشيد بمبادرة أبناء كركوج بالداخل والخارج لإعادة وتأهيل الخدمات الضروريةً وزير صحة النيل الأبيض يرأس إجتماع اللجنة العليا للطوارئ الإنسانية

ياسر الفادني... يكتب : ودالفادني ...حين يصون الله قرية بالقرآن

ياسر الفادني
ياسر الفادني

قرية ودالفادني، تلك القرية الوادعة، درة الجزيرة وسرها المخبوء، بركةٌ تمشي على تراب، وقرآنٌ يتنزل، وعلمٌ دينيٌّ يسري في الألواح ثم الأرواح كما النسيم في فجرٍ ندي، كانت على موعدٍ مع الابتلاء حين أستُبيحت من قبل الأوباش، تدنّس ترابها لكن ظل إسمها طاهراً، لم يمسوها بسوء، والحمد لله الذي حفظها بدعاءٍ ظنناه من قلوب صالحة، دعاء أصاب محله، فارتدّ الأذى على أعقابه، وغادر القبح دون أن يترك لعنة

حين نزح أهلها ورفعوا أكفهم للسماء، قالوا: اللهم إنا نستخلفك ما تركنا في ديارنا، اللهم أبطش بيدك من كل يدٍ نجسةٍ تمتد إليها... وكأن السماء أومأت للملائكة أن دونكم هذا الدعاء، فحُفّت القرية برحمة، ولما دخلت القوات المسلحة إلى باحة خلوة ودالفادني، تلك العريقة الضاربة جذورها في الأرض والسماء، وجدوا الوجود كما كان، البركة لم تُرفع، والنور لم يُطفأ

من نعم الله على ودالفادني أن قيّض لها قائداً وزعيما دينياً رشيداً، الخليفة محمد الخليفة الريح، رجل الأمة، هاديها، الورِع، الذي يتزين بالحكمة والتعقل، يقرأ القرآن فيترجمه سلوكاً وسمتاً وصفاء ذهن، ظل ممسكاً بحبال الصبر والحكمة لا لأجل نفسه فقط، بل حفاظاً على أهله، و إمتدت يد عطائه إلى النازحين من أربجي والفقراء والمساكين، أسكنهم، أطعمهم، عالجهم، فتح لهم قلبه قبل داره، فكانت ودالفادني مأوى للنازحين ، ومنارة لمن أظلمت بهم السبل حين هجم عليهم مغول العصر

حتى في أحلك اللحظات، لم يُغلق فيها مسجد، لم يسكت فيها أذان، لم تخمد فيها نار القرآن، لأن قلوب أهلها جبلت على حبه، وعلى حب من نزل عليه، عادت الحياة إليها، أقوى، أصفى، أجمل، أكثر منعة، وقريباً يعود الطلاب إلى خلوتها، يحيون الرمية والتصحيح ولفة السبع، كأن شيئاً لم يكن، أو كأن ما كان زادهم ثباتاً وعزة

من يجعل القرآن مسلكه وملاذه لا يضعف، لا ينهزم، من يعشق المصطفى صلى الله عليه وسلم ويتمثل به خُلُقاً، تحفظه البركة أينما حل، ودالفادني كانت ولا تزال رمزاً للصفاء والنقاء، قرية لم يظهر فيها متعاون، ولا مرشد، ولا دلّيل، ولا شفشافيّ، لم تُدنّس بطابور خامس، ولا سقط فيها اخلاقيا أحد ، في وقتٍ كان فيه بداخلها نازحون من الضباط والسياسيين الذين يعتبرهم الأوباش أعداءهم، لكن الله أعمى قلوبهم وأبصارهم عنهم، فلم يمسوهم بسوء حتى دخلت القوات المسلحة

إني من منصتي انظر ....حيث اري أن ...ودالفادني… هي بقعة القرآن، وحافظة السر، التي لا تُخذل.