السودان في أسبوع : إدانة تكشف التخفي الإماراتي ؛ والجبهة الداخلية تتماسك
شهد الأسبوع المنصرم سلسلة تطورات سياسية وميدانية وإنسانية تكشف بوضوح تزايد القناعة الدولية والإقليمية بخطورة الدور الذي تلعبه الإمارات عبر تمويل مليشيا الدعم السريع الإرهابية وقيادتها لمشروع تخريبي يستهدف السودان دولةً وشعباً. وفي المقابل، برز تحرك ميداني للجيش، وتلاحم شعبي محلي وإقليمي مع ضحايا الإمارات والمليشيا النازحين، ومع تحركات حكومية كل ذلك يؤكد أن البلاد رغم الجراح ما تزال متماسكة أمام أخطر حرب تواجهها في تاريخها الحديث.
أول مسمار في نعش سياسة الهروب والتغطية
إن الإدانة التي أصدرها مجلس حقوق الإنسان ضد مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية وممولها الرئيسي والمساندين لها من الدول المحيطة، تمثل أول مسمار في نعش التخفي والهروب الذي ظلت تمارسه الإمارات ومليشيتها الإرهابية في السودان منذ اندلاع الحرب. وهذه الإدانة ليست حدثاً عابراً؛ فمن المؤكد أن لها ما بعدها داخل مؤسسات المجتمع الدولي في مواجهة المشروع الإماراتي الإرهابي القائم على بندقية مليشيا الدعم السريع الإرهابية وما ارتكبته من جرائم ضد الإنسانية.
محاولة التلميع الإعلامي..
وبعد هذا الافتضاح الكبير، حاولت الإمارات التغطية على تورطها عبر إرسال مذيعة قناة "سكاي نيوز" إلى الفاشر، في زيارة مدفوعة الأجر، إلا أن هذه الخطوة جاءت بنتائج عكسية تماماً. فقد خرجت مسيرات التنديد والاستنكار في عواصم عالمية، وذهبت أولاً إلى مقار سفارات الإمارات قبل البرلمانات ودور الحكومات، في مؤشر واضح على وعي عالمي متنامٍ بالدور الإماراتي في حرب السودان، وأنها بالفعل من يقتل الشعب السوداني المسالم داخل أراضيه عبر مليشيتها الإرهابية وما ترسله لها من سلاح ومرتزقة.
سقوط ذرّ الرماد
وبرغم ذرّ الرماد في العيون الذي تمارسه مليشيا الدعم السريع الإرهابية بتعهدات جوفاء ونداءات كاذبة بشأن الهدنة الإنسانية، ورغم الزيف الإعلامي الذي تحرك له الإمارات مؤسساتها ومنصاتها لتغطية تحركات مليشيتها على الأرض، إلا أن الواقع الميداني كشف حقيقة هذه الوعود.
فقد تمكن الجيش وعبر سلاح الجو من تدمير متحرك كامل للمليشيا قادم من ليبيا بمنطقة المثلث الحدودية، بالإضافة إلى تدمير عتاد حربي ضخم في مناطق سيطرة المليشيا بدارفور. كما استطاعت المضادات الأرضية اعتراض مسيرات أطلقتها المليشيا الإرهابية كعادتها لاستهداف البنى التحتية والخدمات التي يستفيد منها المواطنون.
وتدل هذه الوقائع على أن نوايا المليشيا ونوايا داعميها ليست كما تنقله الأبواق الإعلامية، بل تتجه نحو سلوك عدائي يواصل استهداف المدنيين. فلا أمان للجنجويد ولا عهد.
تلاحم إنساني عابر للولايات
شهد الأسبوع المنصرم كذلك تدافعاً كبيراً من عدة جهات لإغاثة النازحين من الفاشر إلى مدينة الدِبّة بالولاية الشمالية، حيث سيرت كل من كسلا، مفوضية العون الإنساني، تركيا، قطر الخيرية، الشركة السودانية للموارد المعدنية، وجهات شعبية من ولايتي الشمالية ونهر النيل قوافل إغاثية تؤكد التلاحم الشعبي بين أبناء الوطن الواحد، خلافاً لما تروّج له الرسائل الإعلامية المضللة التي تستهدف النسيج الاجتماعي.
كما عكس هذا التحرك تلاحماً إقليمياً ودولياً يعبر عن عدالة قضية السودان في هذه الحرب التي تستهدف شعبه ووحدة وسلامة أراضيه. فالحرب كما بات واضحاً هي حرب بالوكالة تمولها الإمارات عبر مليشيا الدعم السريع لتحقيق أهداف لا علاقة لها بما تردده المليشيا من شعارات عن "الهامش والمركز" وغيرها من المبررات المتلوّنة التي تتخذ كستار لتحقيق غايات أخرى، عبر مرتزقة أجانب وسلاح عابر للحدود يفتك بالمدنيين.
تعزيز الأمن والصحة
وشهد الأسبوع تحركات أمنية وصحية لافتة، إذ زار وزير الداخلية ولايات النيل الأزرق، سنار، الجزيرة بهدف الاطلاع على سير الخطط التأمينية والوقوف على جاهزية الأجهزة الشرطية لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومحاربة الجريمة وتجفيف أوكارها.
كما زار وزير الصحة ولاية شمال كردفان لتعزيز ورفع القدرات الصحية بولايات كردفان والتعرف على الاحتياجات والتحديات التي تواجه القطاع الصحي بغرب البلاد، لا سيما بعد انحسار موجة أمراض الخريف في ولايات الوسط بشكل ملحوظ مع استمرار خطط المكافحة.
يُظهر هذا الأسبوع بجلاء أن المشروع الإماراتي وحصانه الخاسر مليشيا الدعم السريع يواجهان انكشافاً دولياً غير مسبوق، وأن محاولات التجميل والتضليل لم تعد تجدي. وفي المقابل، يتقدم الجيش ميدانياً، وتتعاظم وحدة الشعب السوداني اجتماعيا، وتتحرك مؤسسات الدولة لتعزيز الأمن والخدمات رغم الظروف القاسية.
إن مشهد هذا الأسبوع يعكس الحقيقة الجوهرية:
السودان يتماسك، فيما مشروع الخراب ينهار.


