✍ محفوظ عابدين : اللجنة الأمنية نهر النيل ؛ المخاوف ليست كلهن أمان

رغم الإنفتاح الكبير للقوات المسلحة في محاور القتال وتطهير مساحات كبيرة من الاراضي التي دنسها التمرد
فإن هذا الانفتاح جعل ولاية( نهر النيل) تتنفس الصعداء خاصة في حدودها الجنوبية التي كانت (مخنوقة) من جهة مصفاة الجيلي في شمال بحري بسبب وجود عناصر كبيرة من المليشيا في المصفاة وفي مناطق قري وشمال بحري بصفة عامة ولكن بعد تحرير مصفاة الجيلي وولاية الخرطوم كلها،
هذا الوضع جعل ولاية نهر النيل في حالة (ارتياح)نفسي وذهبت(التنشنة) من حيث (اتت) وكثفت حكومة ولاية نهر النيل من الاهتمام بالخدمات خاصة في مجالات الكهرباء والمياه والخدمات الصحية والنفايات
ولكن رغم ذلك ظلت اللجنة الأمنية بولاية نهر النيل تواصل عملها وتعقد اجتماعاتها وكان اخرها قبل عطلةعيد الاضحي وبالتأكيد كان الاجتماع قد ناقش الترتيبات الأمنية وسير الخدمات في المرافق الخدمية اثناء عطلة العيد.
ولكن يبدو ان التحديات بعد العيد ستكون اكبر بعد التطورات التي حدثت في المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر ودخول قوات ليبية مدعومة من حفتر الى الاراضي السودانية وهذا يعني ان التهديدات التي اطلقتها المليشيا من قبل باجتياح الولاية الشمالية وولاية نهر النيل قيد التنفيذ بعد تلك التطورات.
ويبدو ان هذا الاجتياح من جهة جنوب الولاية لن يتحقق حتى لما كانت المليشيا تسيطر على جزء كبير من ولاية الخرطوم، وحتى الولايات الوسطي اصبحت اكثر( أمانا) من ذي قبل بعد ان فصل متحرك الصياد ومتحركات دارفور الاخرى بينها وبين جنود المليشيا.
ولكن تبقى التحديات الأمنية الماثلة أمام ولاية نهر النيل خاصة بعد التطورات التي حدثت في المثلث الحدودي مع ليبيا ومصر هي المحك للجنة الامنية
حيث يتوقع ان تتسرب كميات من الاسلحة العادية والنوعية من تلك الحدود و تجد طريقها الى ولاية نهر النيل ويتم تخزينها في عدد من المواقع خاصة في المحليات الشمالية للولاية والتي تحتاج الى مزيد من الضبط وتشديد الرقابة عليها لأن مواقع للتعدين الاهلي وهي مكتظة بكميات كبيرة من البشر منهم اجانب مما يشكل خطرا من ناحية الخلايا النائمة و(الطوابير) فاذا اجتمع هؤلاء مع السلاح المهرب من جهة الحدود الشمالية فإن هذا الأمر قد يشكل خطرا كبيرا على الولاية .
وهذا يتطلب من اللجنة الأمنية ان تضع التدابير اللازمة لمواصلة الحملات ضد المظاهر السالبة والكشف عن مواقع الخلايا النائمة و(الطوابير) الذين يندسون في كثير من المواقع.
والأمر الثاني ان وسائل التواصل الاجتماعي بدأت تتحدث من جديد عن تلك السابقة في منطقة الفريخة بربر والتي عاودت الظهور من الجديد في شكل مختلف عن سابقتها فإن فان اللجنة الأمنية بالولاية عليها معالجة هذا الأمر
والذي يتطلب إجتماعا عاجلاً للجنة الأمنية قبل نهاية عطلة العيد لمناقشة هذه القضايا المتعلقة بما يجري في المثلث الحدودي أو مايجري في الداخل من تلك المظاهر التي بدأت تظهر في محلية بربر حسب ماورد في الوسائط ومحاربة كل الظواهر السالبة وتنشيط الحملات ضد الخلايا النائمة والطابور الخامس.
واللجنة الأمنية قدمت مردودا جيدا خلال فترة الحرب بعمليات التأمين وعمليات تطبيع الحياة رغم مخاوف المواطنين من هذه الثنائية في زمن الحرب.
ويجب ان تكون (عين) اللجنة الأمنية (منتبهة) و(يقظة) لأن المخاوف ليست كلهن أمان.