✍ بدرالدين الباشا : كلمات صريحة إنتخابات الإتحاد العام لكرة القدم غياب التنافس وتهميش الإعلام مشهد غير مسبوق

في سابقة مؤسفة تشهدها الساحة الرياضية السودانية، جرت إجراءات انتخابات الاتحاد الرياضي السوداني لكرة القدم هذا العام بصورة أحادية، بعد دخول قائمة موحدة لمجموعة واحدة فقط، وإغلاق باب الترشيح أمام الآخرين بصورة متعمدة، وهو ما أدى عملياً إلى انعدام التنافس على مناصب الضباط الأربعة، وعضوية مجلس الإدارة، ومقعدي التدريب والتحكيم.
هذا الوضع غير المسبوق يعد انتكاسة حقيقية في مسيرة الديمقراطية الرياضية، حيث لم يحدث في تاريخ الاتحاد السوداني أن تمت انتخابات بهذا الشكل. لقد شهدتُ وتابعتُ وكنت حاضرا في جمعيات عمومية سابقة، تميزت بالحيوية، والتنافس الشريف، وتعدد المرشحين، حتى إن ثلاثة أشخاص كانوا يترشحون في بعض الأحيان لمنصب واحد. كان التنافس يضفي طابعا مثيرا، تلتقي فيه البرامج والرؤى، ويتبادل فيه المتنافسون التهاني بروح رياضية راقية عقب إعلان النتائج.
في السابق، كانت الانتخابات تُجرى بإشراف المفوضية وتحت رقابة موظفي وزارة الشباب والرياضة، وكانت العضوية تختار لجنة إشرافية مستقلة. أما اليوم، ولأول مرة، تتم الإجراءات في غياب تام للقاعدة الرياضية الواسعة، بسبب ظروف الحرب التي شردتنا، ومنعتنا حتى من حضور الجمعية العمومية.
الأكثر خطورة هو إقصاء الإعلام، الذي يُعد شريكاً أساسياً في إنجاح العملية الانتخابية، وركناً مهماً في توثيق ومراقبة ما يجري، بل وشاهداً على التجاوزات في حال حدوثها. تغييب الإعلام والميديا ومنصات التواصل الاجتماعي عن الجمعية يُعد تجاوزاً كبيراً، لا يُمكن تبريره، ويُضعف من مصداقية العملية الانتخابية.
في الماضي، كان يتم الإعلان عن فوز أي مرشح أو مجموعة بعد إغلاق باب الطعون، لتفادي الطعون المحتملة التي قد تُبعد مرشحاً حال قبولها. أما الآن، فقد أصبحت الانتخابات بلا طعم ولا لون؛ بلا برامج انتخابية ولا تنافس ولا حضور جماهيري أو إعلامي. انتخابات باهتة، خالية من التشويق، والمشاركة، والاهتمام.
إن ما جرى لا يُعد فقط مخالفة للأعراف الديمقراطية، بل يُضعف الثقة في مستقبل العمل الرياضي والمؤسسي في البلاد. آن الأوان لمراجعة ما حدث، ووضع معايير تضمن نزاهة واستقلالية وشفافية الانتخابات المقبلة، بما يعيد للرياضة السودانية روحها وديناميكيتها التي افتقدناها هذا العام.