✍عبد المنعم يوسف : المثلث الحدودى .. قوات حفتر داخل الأراضي السودانية

التطورات الميدانية التى شهدتها منطقة المثلث الحدودى بين السودان وليبيا ومصر وتوغل المليشيا إلى منطقة جبل عوينات مسنودة بقوات سبل السلام الكتيبة السلفية التابعة لقوات خليفة حفتر الليبية يعتبر تطوراً خطيراً ابتداء من كونه غزو خارجى للأراضي السودانية بجانب أنه يضع قدماً للمليشيا داخل الولاية الشمالية عبر محور الصحراء ويمكنها كذلك من التمحور فى منطقة ذات أهمية قصوى فهى معبر للتجارة الحدودية وبها عدد كبير من مناجم التعدين و يوجد بها عدد مقدر من المواطنين منهم الذين يعملون في التعدين والتجارة بجانب المواطنين الذين هم فى طريق عبورهم بين ليبيا والسودان ذهاباً وإياباً

من هنا نبعت أهمية هذه المنطقة الإستراتيجية فدخولها فى دائرة الحرب يؤثر على الإستقرار في كل الشريط الحدودي بين الدول الثلاث مصر والسودان وليبيا حيث سارعت حكومات الدول الثلاث برفض هذا التدخل والتوتر في المنطقة واعتبرت الحكومة الليبية الشرعية أن ماقامت به مليشيا حفتر مرفوض

هذا الواقع يضع عدة سيناريوهات محتملة أولها أن المليشيا بدخولها إلى هذه المنطقة تريد أن تفتح جبهات جديدة لتشغل القوات السلحة بها لسحب القوات من محاور كردفان أو الفاشر لتمكنها من معاودة الهجوم على الفاشر أو بابنوسة والتي استعصت عليها خلال الفترة الماضية

والسيناريو الآخر هو التوغل جنوباً نحو مناطق الولاية الشمالية وفتح جبهة جديدة بنقل الحرب إلى الولاية الشمالية عبر هذا المحور ومحور الدبة فى الجنوب الغربي للولاية الشمالية

لذلك على القوات المسلحة تسريع عملياتها لصد هذا الهجوم قبل أن تتمركز المليشيا في هذه المناطق فالمليشا الآن وبعد حماية ظهرها بقوات حفتر داخل الأراضي الليبية تكون قد فتحت خط إمداد جديد يمكنها من نقل الأسلحة والعتاد وإدخال المسيرات الإستراتيجية داخل العمق السودان ، وإذا تمكنت من نصب منصات للمسيرات في هذه المناطق تكون كل الولاية الشمالية ونهر النيل موضع تهديد

ونقطة أخرى هى أن أي حديث عن تحول الحرب إلى إقليمية في هذا الوقت مستبعد والحديث عن إمكانية التدخل المصري بعيد تماماً عن الواقع فمصر ستقوم بتعزير وجودها على الحدود فى المثلث والتعامل مع أي تدخل فى أراضيها ومصر كذلك تحتفظ بعلاقات جيدة مع خليفة حفتر وعلاقات مع الدول التى تدعمه وتدعم مليشيا الدعم السريع ومن بينها الإمارات

فعلى السودان أخذ الأمر مأخذ الجد وتكثيف العمل من أجل إعادة التموضع في المنطقة التي تم إخلاؤها داخل المثلث وحماية الحدود بعدد وافر من القوات وتجهيزها بصورة تمكنها من التعامل مع أي عدوان خارجي مع عدم التعويل على أي دور مصري في هذا الوقت