رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار

✍ أحلام محمد الفكي : صرخة من قلب السودان ؛ شعبٌ يُدميه القدر وخذلان البشر

السودان أرضٌ طالما تغنت بجمالها وأصالة شعبها تحولت اليوم إلى مرثية حزينة جرحٌ غائرٌ ينزف بصمتٍ أمام أعين العالم هنا حيث يعيش شعبٌ وديعٌ لم يُعرف عنه قط رفعُ سلاحٍ في وجه جار ولم يعتدِ يوماً على أحد بات القدر يخطّ سطوراً داميةً في كتاب حياته ليُصبح عنواناً لسوء الحظ ورمزاً للمعاناة الإنسانية التي تجاوزت كل حدود الوصف

لطالما كان الشعب السوداني البسيط بطيبته وكرمه يبحث عن نسمة إستقرار تُهدئ من روع لياليه وعن مأوى يؤيه من شبح النزوح واللجوء الذي يطارده منذ زمن لكن الأقدار بسخريةٍ مؤلمة أبَت إلا أن تُلقي به هائماً على وجهه مُشرداً في دروب الغربة نازحاً في وطنه وربما متسولاً على أعتاب ديارٍ غريبة بعد أن كان عزيزاً كريماً في أرضه

إنها إرادة الله سبحانه وتعالى إمتحانٌ عظيمٌ لهذا الشعب الصابر الذي كان جزءٌ كبير منه يرضى باليسير يستظل بظلال الشجر ويقتات على "الويكة والكسرة" بكل قناعةٍ وابتسامةٍ لا تفارق وجهه ولكن، أبَت نفوسٌ ظالمة وأيادٍ آثمة وميليشياتٌ عنصرية إلا أن تُمعن في وجعه وأن تزيد من مأساته وأن تُذلَّ هذا الشعب الذي يستحق كل خير وكل كرامة

لقد إختار هؤلاء الظالمون أن يزرعوا الدمار والفتنة وأن يُشعلوا نيران الحرب ليُحرقوا بذلك أحلام شعبٍ آمن ويُدمروا مستقبلاً كان يوماً مشرقاً

السودان اليوم ليس مجرد خريطةٍ جغرافية بل هو جرحٌ غائرٌ ينزف ألماً ومعاناة كل مواطن فيه بات يحمل على عاتقه قصةَ معاناةٍ لا تنتهي حكايةَ نزوحٍ وفقدانٍ ويتمٍ وترويع البيوتُ هُجرت الأسرُ شُتتت والأرواحُ أُزهقت في مشهدٍ يُدمي القلوب ويُبكي العيون

فمتى يا ترى سينتهي هذا الكابوس المُرعب؟

متى ستُشرق شمس الأمل من جديد على أرض السودان الطيبة؟

متى ستعود الحياة لطبيعتها ليُعانق الشعب السوداني الحرية والكرامة التي يستحقها؟

إنها أسئلةٌ تبحث عن إجاباتٍ وصرخاتٌ تُرسل إلى ضمير العالم لعلها تُوقظه وتُحرك فيه نخوةً لإنقاذ هذا الوطن وشعبه العظيم من براثن الظلم والهلاك