رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
وزير الزراعة والري ووالي الخرطوم يفتتحان المركز الرئيسي لتوزيع دواجن النيل دعماً لجهود عودة الحياة للخرطوم وزير الدولة بالمالية يلتقي محافظ البنك المركزي التركي الخلية الأمنية بالخرطوم تضبط مطبعة للعملة بحي المعمورة ✍ لؤي إسماعيل مجذوب : بابنوسة لا تجعلوها فاشرا جديدة نقابة المحامين السودانيين تهنئ القيادة والشعب السوداني والقوات المساندة بالإنتصارات في كردفان تنفيذي أم رمتة بالنيل الأبيض يتفقد معسكرات تدريب المستنفرين بمشاركة السودان ؛ إنطلاق أعمال القمة التاسعة لدول البحيرات العظمى بكينشاسا والي النيل الأبيض يلتقي وفد مجلس شوري قبيلة البني هلبة ✍ د. إبراهيم الصديق علي : وقفات حول تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول تورط الأمارات العربية المتحدة في دعم مليشيا الإبادة الجماعية ✍ الهندي عز الدين : نبارك إنتصارات كردفان ✍ عزمي عبد الرازق : الأكثر هلاكاً من حميدتي هو برمة ناصر السودان في أسبوع : إدانة تكشف التخفي الإماراتي ؛ والجبهة الداخلية تتماسك

✍ أحلام محمد الفكي : السودان يشرع في البناء ؛ الطاقة الشمسية ترسم ملامح المستقبل

في قلب السودان وبينما تتلاشى غيوم الحرب شيئًا فشيئًا تشرق شمس الأمل بمرحلة جديدة عنوانها "البناء والإعمار". لقد بدأت عجلة الحياة تدور من جديد في الولايات التي نفضت عن كاهلها غبار التمرد فالسودان، هذا الوطن الشامخ، لا يبنيه إلا أبناؤه بعزيمتهم وإصرارهم. ومع حركة البناء المتسارعة، يفتح السودان ذراعيه لثورة الطاقة الشمسية، التي بدأت تنتشر بكثافة، خاصة في فترة الحرب، لتؤكد أن السودان مؤهل للاستفادة القصوى من هذه الطاقة المتجددة الواعدة.

الطاقة الشمسية في السودان: فرصة لا تُعوَّض

يتمتع السودان بموقع جغرافي فريد يمنحه إمكانيات هائلة للاستفادة من الطاقة الشمسية. فعدد أيام الإشراق الشمسي على مدار العام كفيل بتحويل كل شبر من أرضه إلى محطة طاقة صامتة. لكن كيف يمكننا استغلال هذه الإمكانيات إلى أقصى حد؟

وماذا يمكن أن نتعلم من التجارب العالمية الناجحة، وعلى رأسها التجربة الألمانية الرائدة؟

ألمانيا: حين تتحول الأسوار إلى محطات طاقة ذكية

في ألمانيا، لم تعد الألواح الشمسية مجرد قطع تُركّب على الأسطح فحسب، بل تحولت إلى سياجات ذكية تولّد الكهرباء! نعم، لقد تجاوزت ألمانيا المفهوم التقليدي للطاقة الشمسية، وبدأت بعض مشاريعها في استبدال الأسوار التقليدية بألواح شمسية تُركّب على قواعد إسمنتية. والهدف من ذلك ليس التوفير في تكلفة البناء الأولية مقارنة بالطوب أو الخشب، بل هو الحصول على مصدر طاقة نظيف ومجاني على المدى الطويل، ليتحول كل متر من السور إلى محطة طاقة صامتة تخدم المبنى أو المنطقة المحيطة به.

تندرج هذه الفكرة تحت مفهوم أوسع يُعرف بـ "الطاقة الشمسية المتكاملة معماريًا" فبدلاً من أن تكون الألواح الشمسية مجرد إضافة للمبنى، يتم دمجها في عناصر البناء نفسها، مثل الجدران والنوافذ وحتى الأسوار، لتؤدي أكثر من وظيفة في آنٍ واحد. فهي ليست فقط حواجز أمنية أو جمالية، بل هي أيضًا مولدات طاقة ذكية تعمل بصمت.

السودان ومستقبل الطاقة الشمسية: رؤية تتجاوز التحديات

إن تجربة ألمانيا ليست مجرد قصة نجاح بعيدة، بل هي نموذج يمكن للسودان أن يستلهم منه الكثير. فالسودان، الذي يعاني من تحديات كبيرة في قطاع الكهرباء، يمتلك المقومات الطبيعية ليصبح رائدًا في مجال الطاقة الشمسية.

* تخيلوا مدنًا سودانية تتحول فيها الجدران من مجرد حواجز إلى مصادر طاقة ذكية!

* تصوروا كيف يمكن أن تضيء الشوارع والمنازل والمؤسسات بالكهرباء المولدة من أسوارها ومبانيها الخاصة!

هذا ليس حلمًا بعيد المنال، بل هو مستقبل ممكن وواعد. إن دمج الألواح الشمسية في الأسوار والمباني قد يُصبح جزءًا طبيعيًا من مدن المستقبل في السودان، محولًا كل زاوية وواجهة إلى مصدر للطاقة المتجددة. إنها فرصة تاريخية للسودان لتجاوز أزماته الكهربائية، وبناء مستقبل أكثر استدامة واكتفاءً ذاتيًا في مجال الطاقة