✍ إبتسام الشيخ : حكومة كامل إدريس ؛ هل تتراجع المنطقة والقبيلة والسلاح لصالح العلم والخبرات ؟

منذ أن تم حل الحكومة السابقة والأوساط السودانية في حالة ترقب لما ستتمخض عنه مشاورات واجتماعات رئيس الوزراء بشأن إختيار معاونيه في حكومته المرتقبة ،
ومع مرور كل يوم يتضح أن المهمة شاقة أمام كامل إدريس في أن يختار فريق عمل للقيام بمهام المرحلة القادمة ،
الحكومة المرتقبة هي حكومة إنتقالية ذات مهام محددة يجيئ على رأسها إدارة الإقتصاد ، معاش الناس، الخدمات الأساسية والإستقرار ، وربما صياغة قانون انتخابات وإعداد المفوضية
أحيانا يشير بعضُنا إلى هذا أو ذاك من الوزراء السابقين إستنادا لأدائهم في مرحلة بالغة الصعوبة من تأريخ السودان وتحديات جسام إجتازوها بصبر وحنكة ،و قد تتطابق الرؤى حول بعضهم وتختلف إزاء البعض .
إن ماتميل اليه الآراء عادة في فترات الحكم الانتقالية أن تُسند الحقائب الوزارية وإدارات الهيئات والشركات وغيرها إلى مستقلين أو تكنوقراط ، لجهة أن حكومة تصريف الأعمال كلما بُعدت عن السياسة كلما كانت أقرب إلى الإستقرار وبالتالي أوفق في إنجاز المهام
مع إحترامي لمنسوبي الأحزاب السياسية ، إلا أن مجرد ظهور سياسي نشط في الحكومة المرتقبة سيكون كفيلا ببروز آلاف المعارضين لها .
السياسيون لا يستطيعون تنحية اجندتهم جانبا بل يجعلون من الحكومة ساحة سباق لتنفيذ الأجندة السياسية ، فتضيع القضايا الأساسية ويضيع المواطن المسكين ، وفي حكومة حمدوك لنا عبرة ،
رصدتُ آراء عديدة تميل إلى أن يتجه رئيس الوزراء الى الاعتماد على عدد من الاكادييمن اصحاب الخبرات والتجارب في العمل العام ، والخيارات المطروحة عديدة ،
وقد أوردت بعض الوسائط أسماء ، من بينها البروفسور أحمد صباح الخير الأستاذ الجامعي والخبير في عدة مجالات ، أهمها العمل الطوعي الإنساني وشؤون المنظمات ، دراسة وممارسة عملية ، فضلا عن إهتمام الرجل بالتخطيط الإستراتيجي ، وفي تقديري أن رجل مثل البروفسور صباح الخير تكبُر فرصُه وتتذايد حظوظه في أن يكون ضمن فريق عمل كامل إدريس ، إن تراجعت القبيلة والمنطقة والحركة المسلحة لصالح العلم والخبرات .
في تقديري أن مرحلة مابعد حرب الخامس عشر من أبريل هي مرحلة مفصلية في تأريخ السودان ، ينبغي أن نعمل جميعا على بناء سودان جديد على أسس موضوعية من شأنها أن تجعل من السودان دولة رشيدة ، متقدمة ، مواكبة ، تُعلي من شأن العلم والعلماء والخبرات والكفاءات ، لا دولة تقوم على أساس المُحاصصات المناطقية والقبلية والصوت الأعلى بحمل السلاح ، مع أن القبيلة والمنطقة وحملة السلاح بينهم الأكفأ والأقدر والأجدر بشغل المناصب لكن قدر الشعب السوداني إختلال المعايير في كل شيئ .
نأمُل أن يتمكن كامل إدريس من الإفلات من شرك القبائل والمناطق وحملة السلاح ويفلح في تشكيل حكومة تخدُم مصالح الأغلبية السودانية الصامتة المغلوبة على أمرها