✍ عبد المنعم يوسف : حكومة كامل ادريس .. وتحديات الانتقال للعاصمة

توجيهات رئيس الوزراء كامل إدريس ببدء عملية الإنتقال التدريجي للوزارات والمؤسسات الحكومية إلى العاصمة القومية الخرطوم وفق جدول زمني مدروس ، جاءت بغرض تخفيف الضغط والعب على العاصمة المؤقتة بورتسودان وإسهاما في إعمار العاصمة الخرطوم بعد الدمار الذى تعرضت له من قبل المليشيا المتمردة والتي دمرت كل البني التحية والمرافق الخدمية ومساكن المواطنين
ووفقاً لوكالة السودان للأنباء فإن عملية الإنتقال التدريجي ستتم وفق جدول زمني مدروس يراعي الجوانب الإدارية والفنية والبشرية ويضمن إستمرارية تقديم الخدمات دون إنقطاع إلى جانب دعم خطط إعادة تأهيل البنية التحتية للعاصمة
هذا التوجه من الحكومة الإتحادية لإعادة الحياة للخرطوم العاصمة والخرطوم الولاية يواجه بتحديات كبيرة تجعل منها مهمة صعبة في هذا التوقيت حيث يتطلب الأمر توفير تمويل لإعادة الأعمار للمؤسسات ومن ثم لمشروعات البني التحية وهذا الأمر يحتاج إلى فترة زمنية ليست بالقصيرة حتى تعود المؤسسات العامة إلى العمل بصورة مستقرة
رئيس الوزراء الذى يواجه تحديات فى تشكيل حكومته يواجه أيضاً تحديات في الإنتقال بحكومته إلى الخرطوم وإدارة دولاب العمل منها لذا عليه إختيار وزراء يمكنهم المساهمة معه فى مشروع الإنتقال هذا وذلك بالبحث عن مصادر تمويل لإعادة الإعمار لمقر حكومتهم ومزاولة العمل منها
وحتى لا تفرق الحكومة المقبلة جهدها في تجهيز مقارها والصرف عليها مع أن هذا الأمر يسهم في تحقيق الإستقرار في العاصمة إلا أن الحاجة إلى تقديم الخدمات هي الأهم في هذا التوقيت والسودان هو ليس الخرطوم فحسب فيمكن توزيع الوزارات بين الولايات حسب إمكانات كل ولاية فعلى سبيل المثال يمكن لوزارة الصحة أن تدير عملها في أي ولاية من الولايات الوسطى بحيث تكون خدماتها بالقرب من المواطنين ويمكن لوزارات الزراعة والثروة الحيوانية أن تدير عملها من ولاية القضارف والتركيز على إنجاح الموسم الصيفي الذى بدأ حالياً وتقديم التمويل والإرشاد الزراعي للولايات ذات الإنتاج الزراعي الوفير فى هذا الموسم وهي ولايات القضارف والجزيرة وسنار والنيل الأزرق ، ووزارات مثل الداخلية والعدل تنزيل خدماتها كاملة إلى كل محلية أو مدينة حتى لايحتاج المواطن للسفر إلى ولاية أخرى بحثاً عن خدمة
هكذا يمكن للحكومة تقديم تجربة جديدة بالنزول بخدماتها إلى المواطنين وتكون قد خففت العبء على العاصمة المؤقتة واتاحت الفرصة لإعادة الأعمار للعاصمة الخرطوم
لذا لابد للحكومة الجديدة أن تتخذ خطوات جريئة تمكنها من ملامسة قضايا المواطن بعيداً عن التناحر والتشاكس السياسي وجعل المواطن يشعر بوجود الحكومة أمامه تقدم له الخدمة التي يحتاجها بسهولة ويسر