✍ عبدالماجد عبدالحميد : مشروع الجزيرة .. جرحك ياغرام الرُّوح .. لا طاب .. لابيدور يَبْرى

■ من داخل مشروع الجزيرة أتابع هذه الأيام معاناة المزارعين مع بداية الموسم الزراعي الجديد .. معاناة يختلط فيها العَرَق بالتراب ليرسم لوحة تؤكد تمسك الإنسان هنا بالأرض وإصراره علي مباشرة مهنة هي كل حياته ..

■ من داخل مشروع الجزيرة (قسم وادي شعير) نموذجاً يواجه المزارعون ذات المشاكل التي ظلت تتكرر في الأعوام الأخيرة ( بالكربون) ونعني بها مشاكل تطهير قنوات الري .. تحضير الأرض ...والتمويل (تقاوي .. أسمدة) .. إضافةً إلي مشكلة الوقود ..

■ كل أصحاب المصلحة بمشروع الجزيرة يقفون عاجزين أمام المشاكل والعقبات التي تتجدد كل عام وهو مايؤكد مقولة أن هذا المشروع التاريخي صار مثل ( السّخَل الدّغُور) ماتت أمه .. ولايجد من بين مراح الغنم العائدة من السّرْخة أمّاً يكمل من ثديها رضعة كاملة !!

■ شرع المزارعون في عمليات مضنية ومكلفة لتطهير القنوات الرئيسية والفرعية .. ومنهم من بدأ التحضير مبكراً .. وفي الأفق تلوح مشكلة الوقود والتقاوي والأسمدة .. الشركات والجهات الممولة تقدم رجلاً وتؤخر أخري .. قلق التجارب السابقة والضمانات لايزال حاضراً ..

■ أم المشاكل الحاضرة في مشروع الجزيرة هي مشكلة مياه الري .. القابضة التي تأخذ برقاب المزارعين وإدارة مشروع الحزيرة .. قانون 2005 فرّق إدارة حواشات المشروع بين عدة جهات .. ومن المفارقات التاريخية هنا أن إدارة مشروع الجزيرة لاسلطان عليها علي مياه الري العصب الحي للمشروع وهذه من أكبر الأخطاء الكارثية لقانون 2005 ..

■ قبل أيام جمعني لقاء تنويري بالمهندس مصطفي إبراهيم علي محافظ مشروع الجزيرة .. والحق أقول إنها المرة الأولي منذ سنوات ألتقي مسؤولاً رفيعاً بمشروع الجزيرة يملك معرفة دقيقة وعميقة لمشاكل مشروع مع رؤية استشرافية للخروج بهذا الصرح التاريخي من عنق الزجاجة الراهن .. وما آمله أن يكون لقاء رئيس مجلس الوزراء مع محافظ المشروع قبل يومين قد تطرق لوضع حلول عاجلة لمشاكل بداية الموسم الصيفي وعلي رأسها تسريع معالجة مشاكل الري .. توفير التقاوي والأسمدة بأعجل ماتيسر وبتسهيلات تراعي الظروف القاهرة التي يعيشها المزارعون بالجزيرة مع وضع حلول واضحة لكيفية تمويل المزارعين الذين تتخذ أغلبيتهم الغالبة الموسم الصيفي الحالي كنقطة تأسيس للخروج من كارثة التخريب الذي خلّفته مليشيات التمرد السريع بمدن وقري المشروع الوادعة ..

■ هذا المرجو عاجلاً لإقالة عثرة شيخ المشاريع الزراعية في السودان .. أما الحلول الاستراتيجية فيمكن الأخذ برؤية محافظ المشروع الحالي والتي تتكئ علي ثلاث أثافي .. الأولي أن توفر الدولة السودانية ضمانات سيادية لتوفير تمويل ضخم ومستدام من شركات مقتدرة مالياً ولها خبرة عابرة للقارات في مجال التمويل .. والثانية أن تتم معالجة ومراجعة قانونية لتلافي عيوب وثغرات قانون 2005 بحيث يتم تمكين إدارة مشروع الجزيرة من استعادة (غرفة القيادة والسيطرة) لتدير كامل مراحل العملية الزراعية دون تدخل أو تقاطعات من جهات أخري كما هو الحال الراهن مع وزارة الري .. أما الثالثة .. أن يتم تقنين العمل النقابي للجهات التي ستقوم بتمثيل المزارعين والتحدث بإسمهم والدفاع عن مصالحهم لدي كافة مؤسسات الدولة .. لقد خسر المزارعون بالجزيرة كثيراً بالتغييب المتعمّد لجسمهم النقابي والمطلبي .. وآن له أن يعود ليلعب دوراً مفصلياً في فترة هي الأخطر في تاريخ مشروع الجزيرة منذ تأسيسه ..

■ وللحديث صلة ..