رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
ملخص المساء الأخباري الثلاثاء 2025/6/17م إفتتاح الدوري الممتاز بالدامر بتعادل السهم والهلال ولاية الخرطوم تعيد الحياه للساحة الخضراء ومنتزه الأسكلا ومركز أمدرمان الثقافي ✍ عمار العركي : الدعم الكيني والسلاح الإماراتي ؛ فضيحة توريد الذخائر والتحرك المطلوب رد مندوب السودان الدائم بجنيف على المزاعم التي وردت في بيان المفوض السامي لحقوق الإنسان إنطلاق قافلة رجل البر والإحسان إبراهيم الكناني لدعم النازحين من الحمادي والدبيبات والنهود سفير السودان بتركيا يلتقي نائب وزير الداخلية التركي الجيش السوداني يصد هجوم متمردي الحركة الشعبية على محطة الدشول والي الجزيرة يعزي في شهداء معركة الكرامة بمحلية المناقل ويشيد بصمود الأهالي رئيس الوزراء يتلقى برقية تهنئة من رئيسة الحكومة التونسية ✍ محمد حامد جمعة نوار : قد يكونون فقراء ولكنهم أولاد ناس جداً ✍ عبدالماجد عبدالحميد : مشروع الجزيرة .. جرحك ياغرام الرُّوح .. لا طاب .. لابيدور يَبْرى

✍ محمد حامد جمعة نوار : قد يكونون فقراء ولكنهم أولاد ناس جداً

تسوقني خطاي مساء ومع معتاد برمجة الكهرباء ليلا الى فضاء بزاوية الحي . هناك يتاح بعض الهواء المدعم بأمل الانتظار لمعة ضوء تحت بند (الكهرباء جات) ! صادف مجلسي زاوية ليست بعيدة عن (بنشر) تأثرت أعمال فيما يبدو بالبرمجة فصار عماله في حلقة جلوس الى جوار . هم بعض صبية بملامح شباب وسمت رجال من قصصهم التي صرت أنصت إليها وفي خاطري عوالم البروفيسير علي المك وعبدوالعزيز محمد داؤود مع شخوص الشغيلة والعمال والصنايعية وزركشات بحى فضل الله عن (كبي جزلان) وسينما كادوقلي .

تكرار جلوسي بالقرب منهم .فك مغاليق النكران بعدم التعارف .وقليلا قليلا تقاربت مقاعدنا ! لاحظت أنهم يكرموني بماء بارد . وحسنوا مجلسي بمقعد جلبوه من الورشة . أظنه مقعد بص سفري هلك على طريق ! وللأمانة جعلت من أنسهم ساحة بحث . آكسنت بعض اللهجات السودانية المحلية . الاسماء الموزعة عليهم بنسق كأنما كتبت من شجرة أسماء الانبياء .إدريس .إبراهيم . وعيسي وقطعا حيثما حضر سودانيون كان (محمد) . لاحظت في أحاديثهم حنينا الى الفلوات . كانوا جميعا من اتجاهات الدمازين والروصيرص ومنطقة تسمى (شمام) كنت استفسرهم بفضول غريب عن أسماء القرى والجهات . ريح وصعيد ! وتداخلات مرة حينما اتت سيرة (الكجيك) وصناعة الفحم . وطقوس الزراعة فحصلت على حقائق مدهشة

2

اثناء حديثنا . ذاع بالمكان صوت مغنية غليظة الصوت عميقة الحنجرة . دلقه علينا صبي عابر بركشة . رفع صوتها مع لوامع انوار ربطها بشكل هارلمي مع ترددات إهتزاز الركشة . قال إدريس _ وهو المعلم _ ان هذا السائق يبدو من أهل الحاج يوسف لان (الجوكية) هناك يمارسون هذا الطقس الصاخب . قبل ان يصمت لبرهة يسال رفيقه تعرف الدقة دي _ يقصد اللحن _ ذكرتني مناسبة اخوي حسن . عرس والدنيا خريف وخضراااء ! شعرت بالفتي يغوص في الحنين لدرجة انه إستل هاتفه يطلب تحية لوالده غير ان الشبكة عقته ! قلت له يا إدريس ليك كم من اهلك ؟! قال عيد فطر ثم عيد اضحى ثم عيد فطر و(الضحية الفاتت) اردف بصوت فاتر ! ياخ الشغل تعبان يلا وآمين رسلت للحاج 150 الف وخليت لنفسي 50 . لكن عمك اتكيف مني .

3

فجاءة لاحظت انهم يتهامسون . يجمعون بعض النقد (شير) كان إدريس يصرف تعليمات الميز ومعالجات الطؤاري قال يأمر احدهم إذهب للطاحونة شرق المقابر . دقيقه سمح . وجازف علبة ساردين . والعدس جوه راقد ! ثم امر اخر انت يا ابراهومة تظبط (العصيدة) وان بعمل كجيك الساردين ! قلت متداخلا . ياخ ما تجيبو فول ورغيف وخلاص ! قال والله الليلة مشتهين الاكل البلدي . اتذكرنا البلد والمشاريع ! ثم اضاف بعدين الحالة (فلسطين) يا عمك فقلت متداخلا ياخ ما مشكلة ان بشير معاكم لو ناقصة فانتفض غاضبا لا والله كدا مرتاحين .واضاف بكرم وتنتظر تضرب معانا الكجيك الحريف بالعدس فقلت يا زول انا بعد كجيك الرنك ما باكل ! فاعتراه تحيز جغرافي وقال يا زول نحن ناس النيل الازرق . رنك شنو

4

ظللت بمجلسي اتلصص بغير اثم على اجواء ونسيج تعاون وتكافل ورعاية بين الصبية . ضحكات مرحة وممازحات . وإقبال على الحياة ورضاء بالحال لم تعسره لا اسمالهم المعفرة بالزيت والتراب ولا شح الزبائن وضعف الدخل . يذهبون ويأتون الى مجلسي نتجاذب بعض الحديث وكل الضحك . لاحظت فيهم وعكس الشائع ان البذاءة والفجاجة بعيدة عنهم .قد يكونوا فقراء لكنهم (اولاد ناس جدا ) . حمدت الله .الطيبون في هذا البلد مثل الزهور البرية . تنبت ولو من سقيا والمعاناة . وتزهر ولو في الظلام . تحسن مزاجي جدا وطابت نفسي