✍ أحلام محمد الفكي : حكومة الأمل ؛ بين روعة الكلمة وصعوبة الفعل
بالأمس حبست الأنفاس، وتعالت نبضات القلوب في كل بيت سوداني. كان الجميع يترقب كلمة رئيس الوزراء، كامل إدريس، ينتظرون الإعلان عن ملامح التشكيل الوزاري الجديد، الذي أُطلق عليه اسم يحمل في طياته أعمق الأماني:
"حكومة الأمل". أمل ينتظره أكثر من خمسة وأربعين مليون سوداني، أمل طال غيابه في سنوات التيه والحرب ، سنوات الفساد التي أضنت كاهل هذا الوطن الصابر.
كان الجميع يتوق إلى تلك البشرى، بشرى ميلاد حكومة تعمل بصدق على إسعاد "محمد أحمد الغلبان"، المواطن السوداني الذي أنهكه الضيق وأضناه الحزن. حديث رئيس الوزراء جاء مبشرًا، ومليئًا بوعود براقة. ولكن هنا تكمن المفارقة: الحديث سهل، والفعل وحده هو ما ينتظره المواطن من حكومة الأمل القادمة.
إذاً، نحن موعودون برجال كفاءات حقيقية، وصادقين، يخشون يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار. موعودون بحكومة عادلة، تبسط العدل بلا تمييز، وتحارب الظلم والفساد بلا هوادة. موعودون برجال يخططون ويعملون بجد على استخراج كنوز السودان التي طمع فيها العالم أجمع، كنوز ظلت حبيسة الأرض تنتظر أيادي أمينة تخرجها لتنير دروب هذا الوطن.
نحن موعودون، بعبارة أوضح، برجال ونساء يخدمون وطنهم بصدق وإخلاص وزهد، يضعون مصلحة السودان فوق كل اعتبار. حتى تأتي لحظة إعلان "حكومة الأمل" هذه، سنظل نرفع أكف الضراعة، وندعو الله أن يهيئ لنا من أمرنا رشدًا، وأن يولي علينا خيارنا، لعل هذا الأمل المنشود يصبح حقيقة ملموسة تُعيد البسمة إلى وجوه أبناء السودان.
