رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
وزير الزراعة والري ووالي الخرطوم يفتتحان المركز الرئيسي لتوزيع دواجن النيل دعماً لجهود عودة الحياة للخرطوم وزير الدولة بالمالية يلتقي محافظ البنك المركزي التركي الخلية الأمنية بالخرطوم تضبط مطبعة للعملة بحي المعمورة ✍ لؤي إسماعيل مجذوب : بابنوسة لا تجعلوها فاشرا جديدة نقابة المحامين السودانيين تهنئ القيادة والشعب السوداني والقوات المساندة بالإنتصارات في كردفان تنفيذي أم رمتة بالنيل الأبيض يتفقد معسكرات تدريب المستنفرين بمشاركة السودان ؛ إنطلاق أعمال القمة التاسعة لدول البحيرات العظمى بكينشاسا والي النيل الأبيض يلتقي وفد مجلس شوري قبيلة البني هلبة ✍ د. إبراهيم الصديق علي : وقفات حول تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول تورط الأمارات العربية المتحدة في دعم مليشيا الإبادة الجماعية ✍ الهندي عز الدين : نبارك إنتصارات كردفان ✍ عزمي عبد الرازق : الأكثر هلاكاً من حميدتي هو برمة ناصر السودان في أسبوع : إدانة تكشف التخفي الإماراتي ؛ والجبهة الداخلية تتماسك

✍ أحلام محمد الفكي : رسالة رئيس الوزراء ؛ دعوة لأهل القلم لبناء أمة

في خضم التحديات الجسام التي يواجهها السودان، تتجلى أهمية الكلمة ودورها المحوري في توجيه دفة الأمة. ومن هذا المنطلق، جاءت رسالة رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، التي خص بها وكالة السودان للأنباء، لتكون بمثابة صرخة مدوية في آذان أصحاب الأقلام وصناع الرأي. فلكل من يحمل قلمًا ويؤثر بكلماته، هذه دعوةٌ للتأمل والعمل.

لقد أدرك رئيس الوزراء ببعد نظره أن أهل القلم هم بناة الأوطان وهداموها. هم من يملكون القدرة على إشعال الفتنة أو إخمادها، على بث اليأس أو غرس الأمل. ولهذا السبب، وجه إدريس حديثه مباشرة إلى هذه الفئة المؤثرة، مؤكدًا أن المسؤولية الوطنية جماعية، وأن كل فرد مؤتمن على أداء دوره من موقعه. هذه الكلمات ليست مجرد عبارات عابرة، بل هي تأكيد على حجم الدور الذي يلعبه الإعلاميون والمفكرون في هذه المرحلة الحرجة.

إننا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، في أمس الحاجة إلى الكلمة الصادقة والمسؤولة التي تبني ولا تهدم، التي تبث الوعي وتطفئ نيران الفتنة، وتعلي من شأن التلاحم الوطني. لقد طالب إدريس بأن تكون كل الأقلام الوطنية جسورًا تفضي إلى وحدة الصف، لا معاول تفرق وتشتت. هذا النداء يعكس إدراكًا عميقًا للخطر الذي تمثله الكلمات غير المسؤولة في زمن الأزمات، وللقوة الهائلة التي تمتلكها الكلمة الملتزمة في بناء جسور التفاهم والتعاون.

وكأن كامل إدريس أراد أن يقول، كما قال الشاعر العباسي من قبل: "ضموا الصفوف ووحدوا العاملين عليها لكي تنيروا لهذا الشعب آفاقًا." نعم، لقد قلناها وكتبناها مرارًا: إننا اليوم في حاجة ماسة إلى رص الصفوف وبناء جبهة وطنية قوية. هذه الجبهة ليست فقط للبناء والتنمية، بل هي أيضًا لصد أطماع الطامعين في خيرات السودان ومستقبله.

لهذا، فإن الحديث اليوم موجه بصورة خاصة إلى أصحاب الأقلام وقادة الرأي. إنها مسؤولية تاريخية تقع على عاتقهم، فبأيديهم تكمن القدرة على تشكيل الوعي العام، وتوجيه بوصلة المجتمع نحو الوحدة والبناء. فهل سنرى أقلامًا تتوحد لتخط مسارًا جديدًا للسودان، أم ستظل تفرق وتشتت؟ الإجابة تكمن في ضمائر أصحاب هذه الأقلام.