✍ آمنة السيدح : تنظير يا أبتي إستأجره

لاشك أن هذا البلد بلد الرجال والخبرات والكفاءات، بالاضافة للشخصية القيادية التي يتمتع بها غالبية أهل السودان، لذا استلفت مقولة الفتاتين اللائي اعجبتهن شهامة وقوة سيدنا موسى عليه السلام، فقالت احداهما لوالدها يا أبتي استاجره ان خير من استأجرت القوي الامين، وبحمد الله لا ينقص السودانيين هذا الوصف، ودونكم ما كان يبحث عنه محمد على باشا عندما قصد السودان بجيشه وغيره من الامثلة الكثيرة، وقد أظهرت الحرب معادن الرجال، فمنهم من تركوا أسرهم لخدمة البلاد والعباد، ليس في ميادين القتال فقط، بل في كل الميادين الأخرى.
سادتى قبل أيام اطلعت على تقرير وزارة المالية والاقتصاد الوطني، الذي أكدت فيه إيفائها بمتطلبات الميزانية في الفترة الأولى، وعلى رأسها إيفائها بأهداف محددة منها حشد الموارد، والانفاق على الاولويات، وإكتمال سداد كآفة مطلوبات المجهود الحربي ومعركة الكرامة كأولوية، وسداد مرتبات العاملين بالوحدات الاتحادية، وكآفة إستحقاقات المعاشيين للفترة المذكورة، بجانب منحة العيدين، وسداد إلتزامات الحكومة تجاه الصندوق القومي للتأمين الصحي، والوفاء بإلتزامات القطاع الصحي، من دعم العلاج بالمستشفيات الحكومية، وتوفير الأدوية والمعدات الطبية، كما أكملت الوزارة إستلام عدد 66 عربة إسعاف لصالح مشروع الإسعاف القومي بوزارة الصحة الإتحادية، بمنحة من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وتم خلال ذات الفترة التحسب لطوارئ القطاع الصحي بالإستجابة السريعة للأوبئة ومن بينها الكوليرا، وغير ذلك من المجهودات والبنود. وقد لفت نظري مصدر الخبر من داخل الوزارة هو الاستاذ عبدالله ابراهيم وكيل وزارة المالية، وهو من رجال السودان الأوفياء الذين يعملون في ظروف صعبة، حيث ترك أسرته من أجل الوطن والمواطن، لينضم لركب تسيير أعمال وزارة المالية في هذا المنعطف الخطير الذي تمر به البلاد، لم يقل أن المشاكل المالية مثل مناديل الورق بل قبض على الجمر وهو يحل المشاكل مع كل طاقم الوزارة، وعملوا ليلا ونهارا للايفاء بالالتزامات الحتمية خاصة متطلبات القوات المسلحة، والتزامات الصحة، ومن خلال متابعتنا يجب أن لا يفوتنا أن نشير لأصحاب الهمة ممن يغفل الاعلام ذكرهم، وهم بعيدون عن منصات الإعلام، لأن همهم الأول هو إنجاز العمل، والسعي وراء توفير نواقص متطلبات الموازنة، أو فلنقل الميزانية دون إحداث أي ضجيج، وهذه شيم وصفات من يعمل كثيرا وهو يعلم أن للوزارة وزير يتحدث ويصرح فلا يزاحم الا في مجالات العطاء التي تجعلهم فخورين بما قدموا، رغم أن هناك من يحاولون التقليل من تلك المجهودات.
سادتي كل ذلك يحتم علينا أن نقول لرجال السودان المخلصين شكرا