حوار : عضو مجلس السيادة الإنتقالي د. سلمى عبد الجبار المبارك : أنا إبنة لكل السودان..وفرص نجاح رئيس الوزراء ” كبيرة لن يستقر الناس إلا إذا (.....)

نتعرض لمؤامرة.. وهذا هو التحدي أمام السودانيين (.....)
هدفي اصلاح أمر التعليم والصحة والكهرباء وتحسين معاش الناس..
حوار : محمد جمال قندول
عادت د. سلمى عبد الجبار لمجلس السيادة عن "الوسط" للمرة الثانية، ولكن تنتظرها تحديات معقدة وماثلة في الحرب وتداعياتها.
"الكرامة" التقت عضو مجلس السيادة الانتقالي د. سلمى عبد الجبار في أول حوار بعد تعيينها، وطافت معها على جملة من المحاور التي لم تخلُ من مهامها وأُطروحاتها ومشاريعها والكثير. فإلى مضابط الأسئلة.
كيف تقرأ د. سلمى المشهد العام؟
أولًا.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرى أننا في امتحان حقيقي لنثبت مدى مقدرتنا على التطوير والخروج من هذا المأزق الكبير، وهو امتحان بحجم الشعب والدولة، خاصة بعد أن عرفنا حجم المؤامرة. وفي القديم، كان الناس يتحدثون عن النخبة في مجالس السلطة يخبرون العامة عن حجم التآمر في السودان، ولكن المجتمع لم يكن يعي لضخامة هذا الأمر، والآن بعد أن عرفنا حجم الموامرة، وبالتالي، التحدي الحقيقي أن نكون قادرين على الخروج والتقدم وإبقاء السودان كبلد يتمتع بهوية وتاريخ وموارد مختلف.
ما هي خططك ومشاريعك التي تنوين تقديمها؟..
الخطط والمشاريع إصلاح الخدمات. وأعني بها أمر التعليم، والصحة، والكهرباء، وما إلى ذلك من الخدمات الضرورية، وتوفير سبل العيش الكريم. هذه الثلاث ستؤمن لي مطلب مهم وقدر من الأمن، وبالتالي، أجد الأمن واستقر ومن بعد ذلك تمضي الأمور بصورة طيبة. ولن يستقر الناس إلا إذا أمنو ووجدوا الخدمات والعيش الكريم، وكان هنالك قدر من التوعية، وما عاشته كل أسرة خير واعظ ولربما لا نحتاج لكثير حديثٍ عن ما كان للحرب وآثارها، فالناس تكفيهم الإشارة إلا كان كل زول عاش هذه المشكلة ويعرف مرارات هذه الحرب.
ما ذكرتيه، هل هي خطط سابقة أم جديدة؟
لا.. هي منذ فترتي الأولى بالسيادي، وكنت أعمل في الشؤون الاجتماعية المرأة والشباب، وأعددت خططًا كثيرة جدًا، غير أن الوقت لم يكن كافيًا. الحمد لله شيء معد، وعندما أقول المجتمع أخاطب بالداخل لدي خطاب للمرأة، والطفل، والشباب، في مختلف الأقاليم، وأنا مؤمنة بعد الخطاب الشامل من المفترض أن يكون هنالك خطاب خاص لكل فئة. وأنا أعتقد بأن نجاحنا أنه تجمعنا هوية واحدة تمثل السودان.
يعني تركيزك سيكون على الملف الاجتماعي؟
نعم.. التركيز سيكون منصبًا على الملف الاجتماعي وعشان المجتمع يركز معاك يحتاج لسبل العيش، ولن ينخرط معك في توعية أو أي شيئ دون ذلك. والأمر كما سبق ذكرته أن المجتمع لكي يعطيني عقله لازم شيء من الاستقرار الخدمات في حدها الأدنى مثل الصحة، والتعليم.
ولكن يا د. سلمى، أنتِ عضو في مجلس السيادة، مستوى التنسيق بينك وبين الجهاز التنفيذي كيف سيكون شكله، خصوصًا أن إشراف مجلس السيادة على الوزارات انتهى عمليًا بمقدم رئيس الوزراء؟ ..
ما ذكرته لك من خطط وبرامج وأُطروحات قطعًا سأحاول تطبيقه عبر الجهاز التنفيذي، وأول ما أن أحدثه بالبرامج والخطط رئيس الوزراء. وبالمناسبة بدأت ومددتُ رئيس الوزراء بكثيرٍ من الخطط. وأقول إننا سننسق مع مجلس الوزراء تنسيقًا شاملًا وكاملًا بإذن الله تعالى.
لماذا لم تنفذ الخطط والبرامج التي ذكرتِها خلال الفترة الأولى لك بمجلس السيادة؟ وما هو الفرق بين المجلسين سابقًا والآن؟
لم تنفذ وذلك لما مرت به البلاد من اضطرابات سياسية حينها "مظاهرات" ووجود جهات مانعة لأي عمل لذلك لم يكن هنالك أي عون.
يعني بسبب "المشاكسات السياسية"؟
نعم.. و"نحن كلنا جايين بحاجة واحدة"، ومجلس السيادة مقعد للوطن، كذلك مجلس الوزراء، وكله من أجل السودان، وكان ذلك في الماضي غير ممكن، الآن يمكن أن ننسق.
ولكن الآن مقارنة بالماضي، هنالك تحديات معقدة وماثلة مثل: الحرب وإفرازاتها؟ ..
الآن ربما التحديات هو الإعمار، خاصة وأن الخراب الذي طال السودان سيجعلنا نبدأ من الصفر، ونحن أمام تحدٍ، هل نحن قادرون؟ والظرف مختلف تمامًا ما بين القديم والحديث. الأزمة هذه جعلت الناس تفهم والخطاب في الجهات المسؤولة واضح، وهذا كله مهم ويعطي طابع المرحلة واستبشر خيرًا.
كيف تقرئين تعيين د. كامل إدريس في المنصب وفرص نجاحه؟
د. كامل مواطن سوداني جاء بمفهوم "تكنوقراط" من هذا المبدأ، وهو شخص صاحب إمكانيات ولديه رؤية. وهو كسوداني سيفعل ما بوسعه لتوفير مناخ للتقدم والسلام والازدهار، وهذا ما لمسناه فيه من الجلوس إليه. وأرى أن فرص نجاحه كبيرة جدًا. ونشترك في هذا الهم جميعًا، وأرى الشعب ينتظر منه الكثير وسيعطيه الفرص، والفرصة مواتية لنجاح حكومته.
ما لا يعرفه الناس عن د. سلمى؟..
أنا مواطنة سودانية وصالحة. ولدت في رحم التصوف الحقيقي، وعشت مع الشعب السوداني جميع ما حدث له وأنا عازمة على مساعدة الحكومة والشعب لعدم تكرار ما حدث في هذه الأرض الطيبة الطاهرة، ونريد أن يعود السودان لما كان عليه. وحقيقة فيما تحدثت عن أنني مواطنة صالحة، ونود أن نفهم معنى "مواطنة صالحة"، فأنا أريد أن أكون مواطن صالح في معارضته، وفي وظيفته، وكعابر في الطريق، ورب أسرة، وكل دوائر العمل. ومعيار الصلاح أن تقوم به من عمل لا يؤدي إلا للخير، و"إذا ماشي تبقى معارضة، انت قمت ليه لأنك ترى أن الحكومة حادت عن خطة أساسية يمكن توصل البلاد لمخرح أو هدف نبيل". وإذا أنا مواطن صالح أعارض، يجب أن أقوم به من أعمال معارضتي أن تنتظم لتعود الحكومة للخط ولكن أن تأتي أعمالي الخاصة بمعارضتي خارجة عن كل هدف يصبوا إليه السودان والسودانيين، إذًا هنا أنا مواطن غير صالح، لذلك ذكرت أنني مواطنة صالحة، أي أنني أدرك ما ينبغي على القيام به.
بعد إعفاءك من مجلس السيادة خلال فترتك الأولى، أين اختفت د. سلمى؟
من بعد إعفائي المرحلة الأولى من التكليف، عدت لحيث عملي مجمع عباد الرحمن الإسلامي التعليمي، وهو مجمع لفضيلة الشيخ عبد الجبار المبارك، وهو العالم العلامة ولديه هذا الصرح الذي خدم عبره الإنسان السوداني بالصحافة، حيث عدت لعملي. وما أن جاءت الحرب، بقينا شيئًا يسيرًا، وربما مناطقنا في الصحافة لم تكن فيها شيء في البداية. ولكن لاحقًا ولأنني كنت معروفة كان الأمر فيه شيء من الخطر، وآثرنا أن نخرج، وخرجت وبقي أهلي لفترة مع بقية أهل الصحافة الذين مكثوا طويلًا، وأنا جئت لبورتسودان، وقضيت فيها 7 أشهر، ثم من بعد ذلك ذهبت للنيل الأبيض في كوستي لأن لدينا فيها معارف وأهل وعلاقات قديمة ممتدة هنالك "كم جد" وأهل وأحباب وإخوة في الطريق. وغير علاقة الأهل، وجدنا هنالك إخاء ومحبة وود وجعلت من كوستي خيارًا لم نود تبديله، وكان لهذه العلاقة الطيبة الأثر.
مجلس السيادة واختيارك، ما هي أبرز العوامل التي قادتك للمنصب؟.
ما قادني للعودة هو ما كان لدي من برامج وثقة أعتز بها في أن د. سلمى قادرة على إحداث التغيير المطلوب وهذا بعون الله، وطالما أني كل إصرار وعزم وحب للبلاد، ربما هي ما أعادتني وأتمنى أن أكون عند حسن الظن.
جئتي ممثلةً للوسط، هل ستنكفئ د. سلمى على قضايا المنطقة أم ستنفتح على كل السودان؟
أنا ابنة كل السودان، وسيكون همي تقديم كل ما لدي من أفكار وأُطروحات وجهود لخدمة البلاد.