✍ فتح الرحمن النحاس : آالان يا أمريكا بعد الفرجة

إنتهازية فاضحة لإنقاذ التمرد
واختطاف النصر لصالح واشنطن
ولتبرئة القاتل وحامل الحطب
غابت أمريكا عن مسرح الأحداث في السودان (غياباً متعمداً) واغمضت عينيها وصمّت أذنيها عن جرائم مليشيا التمرد، إلا ماجادت به من مشاركة (هزيلة) من خلال منبري (جدة) في جنيف وفي كليهما لم تقدم وصفة مفيدة توقف جرائم التمرد، رغم أن بين يدي أمريكا منذ ذلك الوقت وحتي الآن كماً هائلاً من الجرائم والإنتهاكات (الموثقة) التي ارتكبتها المليشيا وبثتها بنفسها، ولم تستمع أمريكا (بروح العدالة) لماظل يقدمه السودان من (أدلة ناصعة) من علي منبر مجلس الأمن الدولي ومنظمات حقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية (تفضح) جرائم التمرد، إلا ذلك (الرفض) الخجول الذي لايقتل (ذبابة) كنا سمعناه من وزارة خارجيتها...ولم تستجب أمريكا للنداءآت التي طالبت بتصنيف المليشيا (منظمة إرهابية) وكان موقفها ذاك (مكبلاً) لخطوات (جادة وصارمة) ضد التمرد ظل يترقبها السودان لتأتي من قبل المؤسسات الدولية التي (أدمنت) ألا تكون لها حيلة أو مواقف معارضة في مواجهة أمريكا..!!
والآن بعد أن أصبحنا قاب قوسين أو ادني من سحق مابقي من التمرد وإعلان (النصر الكامل)، تحاول أمريكا أن تخفض لنا جناح الذل من (الرحمة)، بعد صمت وفرجة (معيبين)، فقد أعلن متحدثها عن ترتيبات أمريكية (لعقد لقاء) في واشنطن لبحث إيقاف الحرب في السودان تشارك فيه إلي جانب أمريكا مصر والسعودية والإمارات، فهذا الموقف من عندها ليس (رأفة) بالسودان وقد لايكون (رجاءً) لكفاءة في التمرد، بل الصحيح الذي (تضمره) أنها لاتريد لجيش وشعب السودان أن يقطفا (ثمرة النصر)، وكما قال مستشارها للشئون الإفريقية انهم يرفضون (الحل العسكري).. فأمريكا تريد الإستحواذ علي الثمرة (حسداً) من عندها، إذ هي تماماً مثل (طاغية) يأخذ كل سفينة من أهلها (غصباً وتجبراً) وهذا هو ماجبلت عليه (أخلاقيات) سياستها الخارجية الظالمة...فلئن كنا (نحسن الظن) في مصر والسعودية بحكم مواقفهما (المشهودة المساندة) للسودان وشعبه خلال (محنة الحرب)، إلا أن المثير (للإستغراب) ومايعرّي النوايا الأمريكية (السيئة)، أنها تشرك (سلطات الإمارات) في اللقاء..!!
امريكا (تعلم) وكل العالم يعلم أن سلطات الأمارات تتولي (كفالة) التمرد بالمال والسلاح، فهل تريد أمريكا أن تداوينا بالتي ظلت هي الداء..؟!!...فالأسهل والأقرب لأمريكا أن تأمر حليفها الإماراتي، وهي قادرة علي ذلك، (برفع يده) عن تغذية التمرد بالمال والسلاح لتقف الحرب ثم بعدها لكل حادثة حديث..ولن تحتاج لعقد لقاء تشاوري بعيداً عن حكومة الخرطوم... ولكن يبدو واضحاً هنا أن الإمارات قدمت (السبت) لترمب لتحصد (الأحد) من خلال دعوة أمريكا لعقد لقاء واشنطن..إنها لغة (المصالح) التي تهزم الآن لغة العدالة الدولية، (فالمال السياسي) يفعل افاعيله البائسة حول العالم في كثير من المواقف..!!
سنكتب ونكتب...!!!