✍ أحلام محمد الفكي : الخرطوم تستنهض الأمل لمستقبل آمن ومزدهر
تتجاوز التحديات التي تواجه الخرطوم اليوم مجرد آثار الحرب المدمرة، لتشمل تعقيدات إدارة وجود أجنبي ضخم ومتنوع لقد تركت سنوات الصراع ندوباً عميقة في جسد المدينة وروح أهلها، لكن وسط هذا الألم، تتجلى مرونة الشعب السوداني وإصرار حكومته على استعادة الاستقرار. إن الإجراءات الأمنية الشاملة التي تُتخذ، والتركيز الاستراتيجي على تنظيم الوجود الأجنبي، ليست مجرد ردود فعل على الأزمة، بل هي ركائز أساسية لبناء عهد جديد من الأمن والتعافي.
إن الأمن ليس مجرد غياب للصراع، بل هو الركيزة التي يقوم عليها كل جانب من جوانب النهضة الوطنية، من الازدهار الاقتصادي إلى التماسك الاجتماعي والاستقرار السياسي. فمن خلال ترسيخ سيادة القانون وبسط هيبة الدولة، يمكن للخرطوم أن تتحول من رمز للصراع إلى منارة للتعافي والازدهار. هذا المسعى يتطلب جهداً وطنياً شاملاً، حيث يلتزم المواطنون بالضوابط، وتعمل المؤسسات بتناغم لتحقيق الأمن الشامل.
ومع ذلك، فإن هذا المستقبل لا يمكن بناؤه بمعزل عن العالم. فالجهود الداخلية، مهما كانت قوية، تحتاج إلى دعم دولي مستدام. إن الحاجة الماسة لسد الفجوات التمويلية في المساعدات الإنسانية وتسهيل العودة الطوعية الكريمة للاجئين هي دعوة واضحة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته. إن الخرطوم، بقلبها النابض بالحياة، تستنهض الأمل في أن يكون مستقبلها مبنياً على الأمن والتعايش السلمي، حيث يسود القانون، ويتعايش المواطنون والمقيمون الشرعيون في أمان، وحيث ينبض قلب المدينة بغرض متجدد وأمل مشترك. إن الطريق إلى مستقبل آمن ومزدهر للخرطوم هو مسعى تعاوني، يجمع بين الإرادة الوطنية والدعم العالمي لتحقيق رؤية تستحقها هذه المدينة الصامدة
