رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار

✍ فريق شرطة حقوقي محمود قسم السيد : السيد رئيس الوزراء ؛ لا تلتفت إلى المُخذِّلين وأمسك دفة الوطن بثبات

في مرحلة انتقالية يتنازعها الخوف والرجاء، والواقع والمأمول، يُنتظر من رئيس مجلس الوزراء في السودان أن يتقدم بخطى واثقة، لا تعبأ بالمُثبِّطين، ولا ترضخ للمعطّلين.

لقد آن الأوان لأن يُقال بوضوح:

الحكومة الانتقالية ليست ساحة مزاجية تُدار بالعواطف أو الامتيازات الخاصة، بل مسؤولية وطنية تُبنى على الرؤية والبرنامج، لا على الترضيات والتوازنات الهشّة.

*الوزراء خُدّام للبرنامج، لا أوصياء عليه*

أياً كان التشكيل المرتقب، فالمبدأ ينبغي أن يكون راسخًا:

كل وزير – سواء أتى عبر ترشيح حزبي، أو من مسارات السلام – يجب أن يلتزم ببرنامج الحكومة، الذي يمثل مؤسسية الدولة، لا مزاج الجهة التي دفعته إلى المنصب.

*والالتزام بالبرنامج الانتقالي يعني:*

المؤسسية التي تجسد الحياد، الشفافية، والمساءلة،

والحوكمة الرشيدة،

وعدم الانحراف عن الخطط المرسومة، التي أقرها رئيس مجلس الوزراء، ووافق عليها الوزراء.

هذا الالتزام ليس خيارًا بل واجبٌ يجب الوفاء به، فنجاح الحكومة نجاح للجميع، وللشعب السوداني أولاً وأخيرًا.

*الكفاءة والولاء للوطن فوق الاعتبارات الضيقة*

في مثل هذا الظرف الوطني الحرج،

لا ينتظر الشعب أسماءً، بل أداءً.

ولا يهمهم الانتماء، بل الأثر.

_لن يُقاس نجاح الوزراء بما يحملونه من لافتات سياسية،_

بل بقدرتهم على تحويل تطلعات الناس إلى سياسات،

وأحلامهم إلى نتائج ملموسة.

فالولاء الحقيقي هو للدستور،

للمصلحة العامة،

ولأرواح الشهداء الذين حلموا بوطن يتسع للجميع.

وكما قال تعالى:

﴿ _إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾ (القصص: 26)،_

فالوطن لا يُبنى إلا بمن جمع بين الكفاءة والنزاهة.

ويكفي أن نتأمل في قول النبي ﷺ لأبي ذر رضي الله عنه:

" _إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها" (رواه مسلم)،_

لندرك أن تقلّد المسؤوليات لا يُمنح مجاملة، بل يُحمَّل تكليفًا لمن يستحق.

*العهود والمواثيق: واجب رباني لا مساومة فيه*

لقد منحت الحركات المسلحة حق ترشيح الوزراء كجزء من الاستحقاقات التي يجب الوفاء بها وفق العهود والمواثيق.

وهذا الوفاء ليس مجرد تعهد سياسي، بل أمر رباني ومصداقا لقول الله تعالى :﴿ _وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا﴾ (الإسراء: 34)_

فحفظ هذه العهود، والالتزام بتنفيذها هو ركيزة أساسية لاستقرار البلاد ونجاح الانتقال.

**السيد الرئيس... كن رُبّان السفينة**

الشعب السوداني اليوم يتطلع إلى قيادة تمسك بالدفة،

وتُحسن قراءة البوصلة.

ولن تستقيم القيادة إن كانت تُدار تحت ضغط التهديدات، أو تُفرّغ تحت تأثير الشعارات.

فالوطن لا يُبنى بمنطق “إرضاء الجميع”، بل بمنطق “اختيار الأصلح وتنفيذ الأوضح”.

من حق الحركات المسلحة أن تُرشّح،

ومن حق الأحزاب أن تُشارك،

لكن من حق الشعب أن يرى حكومةً تنفذ برنامجًا وطنيًا موحدًا، لا أجندات متضاربة تُدار من خلف الستار.

*ختامًا* :

لن تنجح أي حكومة انتقالية إلا إن بُنيت على:

- رؤية مركزية واضحة.

-انضباط وزاري صارم.

-قيادة لا تساوم على المبادئ، ولا ترتبك تحت الضغط.

ومن جلس على كرسيّ المسؤولية، فليعلم أنه استُدعي لأجل الوطن، لا لأجل الحركة أو أي كيانٍ آخر.