✍ طارق عشيري : همسة وطنية حكومة الأمل بداية لدولة حديثة

طالعت عدد من المقالات التي تتحدث عن حكومة د. كامل إدريس القادمة منها ماهو إيجابي وآخر سلبي ودائماً ماينقسم الشارع السياسي السوداني مابين مؤيد وآخر معارض وآخر لايفهم في دهاليز السياسية ولكن لابد أن يضع رأي ، هكذا نحن أهل السودان نعرف في الرياضة والفن والتمثيل دون تخصص لم تعلمنا الحرب حتي الآن مفاهيم جديدة لإدارة البلاد
على كل حال في خضم المعاناة العميقة التي يمر بها السودان وبين رماد الحرب وركام الانقسامات تلوح في الأفق بارقة أمل تنتظرها الملايين هي حكومة الأمل
إنها ليست مجرد مرحلة سياسية عابرة بل مشروع وطني لإنقاذ ما تبقى من وطن يتوق إلى السلام والعدالة والإستقرار
تأتي حكومة الأمل كتجسيد حقيقي لتطلعات الشعب السوداني الذي أنهكته الصراعات وكمحاولة جادة لطي صفحة الألم وفتح أبواب جديدة نحو بناء دولة مدنية عادلة تسع الجميع
إنها حكومة نأمل أن تكون مختلفة في الرؤية والمسؤولية والممارسة حكومة تضع المواطن في قلب أولوياتها وتستند إلى الشفافية والكفاءة والإرادة السياسية الحقيقية
إن ولادة حكومة الأمل تمثل لحظة فارقة في تاريخ السودان لحظة يُعاد فيها الإعتبار للإنسان السوداني وتُسترد فيها ثقة الناس في مؤسسات الدولة وتُبنى فيها جسور الوحدة والعدالة والتنمية في وطن يتسع لكل أبنائه
في ظل الواقع المأساوي الذي يعيشه السودان منذ إندلاع الحرب ومع إستمرار المعاناة التي أثقلت كاهل المواطن تظل الآمال معلقة على ميلاد "حكومة الأمل" تلك الحكومة التي طالما انتظرها الشعب لتكون بوابة الخروج من النفق المظلم وبداية طريق العودة إلى دولة القانون والسلام والإستقرار
إن حكومة الأمل ليست مجرد هياكل ومناصب بل هي مشروع وطني جامع يحمل طموحات الملايين من أبناء الشعب السوداني الذين أنهكتهم الحروب والصراعات والانقسامات ، هي حكومة نرجو أن تولد من رحم التوافق الوطني وتُبنى على مبادئ العدالة وتُدار بكفاءة ونزاهة ويقودها رجال ونساء يؤمنون بالشعب لا بالسلطة وبالوطن لا بالمصالح الضيقة
نحن نحلم بحكومة تضع الإنسان السوداني أولاً تعيد بناء ما دمرته الحرب وتوفر الأمن والتعليم والصحة وتؤسس لإقتصاد منتج لا ريعي وتُصلح ما أفسدته النخب لعقود حكومة تضع حداً للدماء وتفتح أبواب العودة للنازحين وتعيد الثقة في الوطن لكل من فقد الأمل
وللإعداد لدستور دائم يضمن الحقوق والحريات ويؤسس لدولة مدنية ديمقراطية تسع الجميع
إننا لا نريد حكومة جديدة فقط بل نريد عهداً جديداً عهداً ينهي عهد الدموع والدم ويبدأ مرحلة البناء والمصالحة
فلتكن حكومة الامل بداية لوطن يسع الجميع تخطط بعلميه وتحدد اهدافها المستقبلية بناء علي معطيات واقعية وصولاً لدولة حديثة تنعم بالاستقرار الإقتصادي وتوفر لأهل السودان الأمن والأمان