✍ د. الشاذلي عبداللطيف : لا بد من القبضة الحازمة ؛ التفلت الأمني تخطّى الخط الأحمر

ما نعيشه اليوم ليس اضطرابًا عابرًا، بل انفلات أمني شامل بلغ مرحلة الخطر الوجودي. التهديد لم يعد محصورًا في مناطق بعينها أو حالات فردية، بل أصبح واقعًا يوميًا ينذر بانهيار الدولة وتفكك العقد الاجتماعي.

لم نعد نسمع عن الجرائم؛ نحن نراها تحدث أمام أعيننا: جرائم قتل وسط الخرطوم تُرتكب بلا خوف أو رادع، سطو مسلح في وضح النهار وعلى مرأى الناس، أسلحة تتنقّل من يد إلى يد دون حسيب أو رقيب. هذا ليس مجرد تقصير أمني، بل تحدٍّ مباشر وصريح لسلطة الدولة، وامتحان حقيقي لهيبتها.

✦ المطلوب: موقف حازم وإجراءات فورية

كل من يحمل السلاح خارج مؤسسات الدولة هو خارج عن القانون، ويجب التعامل معه بوضوح وصرامة لا لبس فيهما. لا تفاوض مع من يهدد حياة المواطنين، ولا حوار مع من يتحدى سلطة الدولة بسلاحه. الحزم لا يعني القسوة العشوائية، بل فرض القانون بفعالية وعدالة. من يروّع الناس يُردع بالقانون، ومن يعبث بالأمن يُحاسب بموجب القضاء، لا بمزاج القوة.

✦ الخطة: أمنية شاملة وسريعة

ضربات استباقية دقيقة: تستند إلى معلومات استخباراتية موثوقة، تستهدف أوكار الجريمة بحزم واحتراف، لا بردود أفعال مرتجلة ومتأخرة.

نقاط تفتيش دائمة وفعّالة: تواجد أمني حقيقي يشمل كل المناطق دون استثناءات، يعيد الطمأنينة للشارع ويكسر شوكة الفوضى.

صلاحيات ميدانية واضحة: تمكين رجال الأمن من التحرّك الفوري في مواجهة التهديدات، وفق أوامر واضحة باستخدام القوة حيث يلزم، ضمن إطار القانون.

عدالة ناجزة وحاسمة: محاكم مختصة وسريعة، تحسم القضايا بفعالية وتنفيذ صارم للأحكام، يُعيد الثقة بسيادة القانون.

✦ لا أحد فوق القانون

المعركة اليوم تتجاوز الأمن، إنها معركة وجود: بين دولة تحاول الصمود وفوضى لا تعترف إلا بمنطق السلاح. زمن التساهل انتهى. الناس لا تريد وعودًا جديدة، بل أفعالًا ملموسة. حين يرى الخارج عن القانون أن يد الدولة حاضرة وجادة وعادلة، يبدأ الأمن في العودة، وتبدأ الدولة في استعادة هيبتها.

✦ الحزم بعدالة، لا الخوف بعنف

القوة وحدها لا تبني وطنًا، لكنها ضرورة حين تُستخدم لحماية القانون. المطلوب ليس عسكرة الشوارع، بل فرض النظام. وحين يشعر المواطن أن أمنه مصونٌ بقانون عادل وجهاز أمني محترف، تبدأ الثقة في العودة، وتبدأ مسيرة التعافي الوطني.