✍ أحلام محمد الفكي : السودان فجر يتجلى من كل الزوايا لا من عاصمة واحدة !
لقد عانى السودان طويلاً من مركزية خانقة، حيث تركزت التنمية والفرص والثروة في العاصمة وحدها، بينما بقيت الأطراف تشكو التهميش والإهمال. اليوم، يمنحنا هذا الظرف القاهر فرصة غير مسبوقة لإعادة توزيع الثروة والفرص، وخلق مراكز تنموية جديدة في ربوع الوطن كافة. إنها ليست مجرد نقل للمباني، بل هي دعوة لدفع عجلة الاقتصاد في مناطق ظلت طويلاً خارج دائرة الضوء.
ما بعد الخرطوم: وطن يتنفس التنمية من كل ولاية
لقد آن الأوان لنتخيل سوداناً ما بعد الخرطوم كعاصمة وحيدة. يجب أن تكون كل ولاية، وخاصة ولايات الوسط، قادرة على وضع خططها التنموية الخاصة. من المستشفيات الحديثة والشوارع المعبدة إلى المدارس المتطورة والخدمات الصحية المتكاملة، يجب أن تكون هذه الولايات مراكز حيوية لا تقل أهمية عن الخرطوم. لطالما كانت الخرطوم بؤرة للصراعات على المناصب الوزارية، وعقدة نقص تتأصل في نفوس القادمين من الولايات الأخرى. حان الوقت لتتغير هذه الديناميكية. علينا أن نعمل على تطوير مناطقنا، ولتكن الخرطوم مجرد عاصمة إدارية فقط. لنرمي بمفهوم التهميش في غياهب النسيان، ولتصبح كل مدن السودان الكبيرة في الولايات عواصم لها وزنها واعتبارها.
بورتسودان والمدن الأخرى: قاطرة التنمية نحو المستقبل
دعونا لا ننظر إلى هذا الترحيل كإجراء مؤقت أو اضطراري تفرضه الظروف. بل يجب أن نراه كبداية لنموذج حكم أكثر مرونة وعدالة وكفاءة. إنها فرصة تاريخية للتفكير خارج الصندوق، والاستفادة من التجارب العالمية الناجحة التي أثبتت أن اللامركزية الإدارية ليست رفاهية، بل هي ضرورة حتمية لتحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة.
هل سنحول هذا التحدي إلى فرصة؟
هل سنبني سودانًا أقوى وأكثر عدالة يشرق مستقبله من كل زاوية من زواياه، لا يقتصر على عاصمة واحدة، بل تمتد أضواؤه لتضيء كل شبر من هذه الأرض الطيبة؟
نتمنى ذلك ...وننتظر الغد المشرق والمذدهر ..بإذن الله تعالى ..
