✍ فريق شرطة حقوقي محمود قسم السيد : بشاراتٌ بيض بوزارة الداخلية… وعادتْ والعودُ أحمدُ

بفضل الله وتوفيقه، وفي حضور رائع وجميل من السيد وزير الداخلية، ونائب المدير العام المفتش العام، وقيادات رفيعة من الضباط وضباط الصف والجنود
عادت الحياة تدبّ في أروقة مباني وزارة الداخلية علي شارع النيل الجميل ، بعد أن اكتست جدرانها حُلّةً بيضاء ناصعة، تُسرُّ الناظرين، وتُنعش القلوب بأملٍ متجدّد وهي ترفع النداء عائدون عائدون رغم خذلان المخذلين.
وقد انعقد اللقاء الأوّل في بيت الله بالوزارة ، حيث كانت الوجوه تفيض بالبِشر، والقلوب تغمرها السعادة، وكأنّه يوم عيدٍ من أعياد الأمن والعزيمة.
كان الحضور منتشيًا، والآذان مُصغية، والقلوب مفعمةً بحبّ الوطن، حين ارتقى المنبر الشيخ محمد الفاضلابي ليأذّن ببداية رحمةٍ وبُشرٍ وتجلياتِ بركة.
فخطب الجمعة خطبةً ملؤها الحمد والشكر لله على هذا النصر الإلهي العظيم، وتقديرًا لتضحيات أبناء الوطن في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية،
والتي تميزت فيها قوات الاحتياطي المركزي (أبو طيرة) دون غيرها من قطاعات الشرطة، ببسالةٍ وشهادةٍ ودماء، ومازالت تتقدم الصفوف الأمامية دون بطء
لقد كانت الخطبة رائعة في حرارتها وبلاغتها ، مستندةً إلى دلائل من كتاب الله وسُنّة نبيّه ﷺ، مجلِّيةً المعاني العظيمة للأمن،
ومكانته في سُلّم أولويات الشعوب الساعية للسعادة والاستقرار.
في أجواءٍ روحانيةٍ صافية، حيث يتنزَّل السكون وتسمو الأرواح ، وتشرئبّ الأعناق للخطبة إنصاتًا واستمتاعًا،
كانت القلوب تشرب من معينها العذب، وتنهل من نورها الهادئ، فتغمرُ الحضور سكينةً وإجلالاً.
*لقد أشعلت الخطبة الروح في النفوس،* والهِمّة في الأجساد، والعزم في قلوب رجال الشرطة، ليبذلوا كل ما عندهم من أجل وطنٍ آمنٍ مستقر.
إنها بداية موفقة من بيت الله، وانطلاقة طاعةٍ محضة، في يوم عيد هو يوم الجمعة؛ لكنها لم تكن كأي جمعة، بل جاءت بعد تضحياتٍ جسام، ونصرٍ من الله، وفتحٍ قريب، وبشرى للمؤمنين.
وبعد انتهاء شعائر الصلاة، عمّت أجواء اللقاء لحظاتُ التلاقي والسلام، في مشهدٍ يُبشّر بعودة الحياة والإعمار، والشفافية، والمؤسسية للدولة السودانية.
*وشكر وشهادة واشادة وثناء*
*ولا بد من توجيه الشكر والتقدير للإدارة العامة للمشروعات والشؤون الهندسية،* على جهدها الدؤوب والمثمر، والذي تجلّى في:
حفر بئر مياهٍ وملحقاتها وإمداد الوزارة بالكهرباء و إزالة الأنقاض وانطلاقة عمليات التشجير والتجميل وهو عمل لا تخطئه العين، ولا يغفله الضمير… لهم الثناء والتقدير.
*وزارة الداخلية أول العائدين…*
لقد نالت الوزارة قصبَ السبق في العودة إلى العمل، قبل سائر المؤسسات الحكومية، لأنها ببساطة:
هي التي تُغرس فيها بذرة الأمن، ومنها يتفجّر نبع الاستقرار، وفيها يُصنع الأمان.
_فاستحقت أن تكون من مصداق قوله تعالى:
﴿والسابقونَ السابقون، أولئك هم المقرّبون﴾ [الواقعة: 10–11].
عادَت الوزارة…_ وعادَ أهلها…
ترتسم على محياهم وداخِلهم كلماتٌ تقول:
"سنبنيكِ يا وطن، بكل ما أُوتينا من قوة… أجمل، وأزهى، وأزهر."
وعاد الأمل… في دولة الأمل… والعود أحمد.
التحية لشهداء معركة الكرامة، سائلين الله أن يتقبّلهم بقبولٍ حسن، وأن يشفي الجرحى والمصابين، ويرحم الأموات،
والتحية الخالصة للمقاومة الشعبية التي عمّت بلادنا الحبيبة… النصر آتٍ بإذن الله في ربوع دارفور وكردفان.