رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار

✍ د. ماجد السر عثمان : مراسي الخرطوم تشرق من تحت الرماد (10) خاطرة...

لاحظت في بلاد المهجر، حينما تتاح مناسبة يجتمع فيها الناس – كأفراح الزفاف، أو الاحتفال بمولود، أو مناسبة وطنية – تكون فرصة سانحة للعناق والتلاقي، لتجديد الأشواق، وتبادل الأخبار، وأرقام الهواتف، ومتابعة المستجدات.

تتعالى القفشات والضحكات، وتنساب الذكريات، ويتوهّج الحنين في ملامح الوجوه.

كل هذا طبيعي ومحبب، بل ومطلوب... لكنه لا يصلح لكل مقام.

ما لا أراه لائقاً ولا مقبولًا، هو أن يتكرر هذا المشهد ذاته في مجالس العزاء.

دافعي للكتابة اليوم، صورة شاهدتها في "الفيسبوك" من عزاء أب في طفله الصغير – صورة حزينة بطبعها، لكنها أوجعتني أكثر لأن أغلب من فيها كانوا يتبادلون الضحك بأفواه مفتوحة، كأنهم في مناسبة طرب لا مقام حزن.

كدا ما كويس...

العزاء مقام للسكينة، والتعاطف، والدعاء...

هو فسحة للوقوف بجانب أهل المصاب، لا للابتسامات العريضة ولا للهواتف المحمولة التي توثق وتبث وكأننا في حفل خيري.

لا أحد يطلب منّا أن نتجهم أو نكسر القلوب، ولكن أن نراعي اللحظة، ونوقر الحزن، ونتأدب أمام الوجع، هذا هو أقل ما نقدّمه للميت وأهله... احترام الصمت