رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار

✍ د. عمر كابو : الخرطوم ؛ صورة حقيقية

** تبذل الآلة الإعلامية لدويلة الشر مساعي حثيثة لرسم صورة صادمة عن الخرطوم وقسوة الحياة فيها..

** تنطلق في ذلك من رؤية استراتيجية عميقة لديها وهي ضرورة تهجير مواطنيها والعمل على استبدالهم بعربان شتات لا انتماء حقيقي لديهم لترابها ونيلها وطهرها ونقائها..

** واقع الخرطوم يقول بأن الحرب فعلًا ألحق دمارًا هائلًا ببنيتها التحتية وجمالها وجلالها ما في ذلك من شك..

** لكن هناك جهدًا كبيرًا ضخمًا بذلته ولاية الخرطوم لإعادتها سيرتها الأولى ويمكن ملاحظة ذلك من خلال ازالة الانقاض وصيانة الطرق والمرافق الخدمية..

** فقد شهد المطار عملًا تأهيليًا كبيرًا مكن طائرة السيد الرئيس البرهان من الهبوط بسهولة ويسر ولطف إلهي كبير..

** فيما رأينا مجموعة كبيرة من المؤسسات الخدمية في مجالات مختلفة تواصل رحلة الصيانة المستمرة العاجلة..

** مثلما فعلت جامعة الخرطوم (كلية الطب) وجامعة النيلين التي يجلس طلابها للامتحانات والجامعة الوطنية وكلية بحري الأهلية..

** هناك مستشفيات قطعت شوطًا بعيدًا في إعادة وتأهيل مبانيها ومن ذلك مستشفى (فيوتشر) المتخصص في جراحة العظام تحت إشراف كبار جراحي العظام المهرة ((ياسر فشي وأحمد شاكر))..

** في الأحياء رأينا جهدًا مقدرًا من المواطنين واللجان الشعبية التي بذلت وسع طاقتها في حفر مياه الشرب في كل مسجد ومدرسة وساحة فيما تسابق الخيرون في شراء ألواح الطاقة الشمسية توفيرًا للكهرباء الكافية لتشغيل المشافي والمستوصفات..

** هناك السوق العربي حيث توضع اللمسات الأخيرة لافتتاح عمارة الذهب بينما تمت صيانة كاملة لشارع الحرية والذي استعاد عافيته حيث باشرت محلات المعدات الكهربائية عملها تمامًا تستقبل زبائنها كالمعتاد..

** الأسواق الأخرى الكبيرة مثل السوق المركزي والمحلي والتجمعات الكبيرة كأسواق الكلاكلة ومايو أيضًا شهدت عودة التجار لمباشرة تجارتهم في طمأنينة تامة..

** بينما توفرت بكل الأحياء المخابز والحلويات والمطاعم والمتاجر والصيدليات و على هذا لم يعد هناك ما يجعل المواطن في عسر من أمره لاقتناء مستلزماته..

** هذه المعلومات جعلت معظم اللاجئين السودانيين يعودون أدراجهم إليها مرة أخرى من بعد تهجير قسري فرضته المليشيا المتمردة عليهم..

** ولذلك شهدنا تحرك أول قطار أمس الأول من محطة رمسيس بالقاهرة إلى الخرطوم وسط أهازيج من الفرح والسرور الغامر كل يمني القلب بحياة استقرار وطمأنينة وهدوء..

** حين نكتب ذلك لا نعني بأي حال من الأحوال أن الخرطوم عادت إلى سابق عهدها خضراء متبرجة في كامل زينتها مثلما كانت في عهد الإنقاذ..

** كلا فإن جمالها وجلالها ونظافتها قد ذهبت بذهاب الإنقاذ لكن نعني أن الحياة فيها ليست مستحيلة أو قاسية مثلما يتم تصويرها ..

** فمن السهولة بمكان التكيف معها وإمكانية احتمال كثير ما يعتريها من نقص فهو في حكم المستطاع..

** هنا يجب التذكير بأمرين غاية الأهمية أن المقارنة تنعقد ظالمة حين نقارن العيش فيها بما هو عليه الحال في القاهرة والرياض والدوحة..

** والأمر الثاني أنه من ناحية الجدوى الاقتصادية فإنه أفضل للأسر ألف مرة العودة ومواجهة مصيرها مستفيدة من أموال الإيجارات مهما قلت والمدارس عالية الرسوم في بلاد الغربة..

** فإن هذه الأموال كافية لإعادة تأسيس وترتيب منازل المواطنين وتهيئتها للمستقبل البعيد..

** فإنه لابد من ((الخرطوم ولو طال السفر)) فقط لأنه مهما يكون من وضع فليس للإنسان عزة وكرامة وعافية تامة غير منقوصة مثل التي هو عليها في وطنه..

** تلك حقيقة عاشها كل مهاجر سوداني بعد أن سمعنا وقرأنا تلك العيون التي اشتكت من وجودنا الكثيف على أراضيها بمبررات تبدو في بعض الأحايين منطقية..